الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            855 - وعن أبي البختري قال : بلغ عبد الله بن مسعود أن قوما يقعدون بين المغرب والعشاء يقولون : قولوا كذا ، قولوا كذا . قال عبد الله : إن فعلوا فآذنوني ، فلما جلسوا أتوه ، فانطلق معهم ، فجلس وعليه برنس ، فأخذوا في تسبيحهم ، فحسر عبد الله عن رأسه البرنس وقال : أنا عبد الله بن مسعود ، فسكت القوم ، فقال : لقد جئتم بدعة ظلما ، وإلا فضللنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال عمرو بن عتبة بن فرقد : أستغفر الله يا ابن مسعود وأتوب إليه ، فأمرهم أن يتفرقوا . قال : ورأى ابن مسعود حلقتين في مسجد الكوفة فقام بينهما ، فقال : أيتكما كانت قبل صاحبتها ؟ قالت إحداهما : نحن . فقال للأخرى : قوموا إليها . فجعلهم واحدة .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، وفيه عطاء بن السائب ، وهو ثقة ولكنه اختلط .

                                                                                            وفي بعض طرق الطبراني الصحيحة المختصرة : فجاء عبد الله بن مسعود متقنعا فقال : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا عبد الله بن مسعود . إنكم لأهدى من محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، أو إنكم [ ص: 182 ] لتعلقون بذنب ضلالة .

                                                                                            وفي رواية لعطاء بن السائب : فقال ابن مسعود : لئن اتبعتم القوم ، لقد سبقوكم سبقا بعيدا مبينا ، ولئن أخذتم يمينا وشمالا ، لقد ضللتم ضلالا بعيدا .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية