الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : في عتق السائبة : قال أصبغ عن ابن القاسم في العتبية : أكره عتق السائبة ; لأنه كهبة الولاء . وقال عيسى : أكرهه وأنهى عنه .

                                                                                                                                                                                                              قال سحنون : لا يعجبنا كراهيته له ، وهو جائز ، كما يجوز أن يعتق عن غيره يريدان : ولا يكون ذلك هبة للولاء ، كذلك في السائبة ، وهذا الذي قالاه صحيح على تعليله .

                                                                                                                                                                                                              وأما لو علل الكراهة بأنها لفظة مذمومة شرعا ، فلا يتقرب بها ; إذ له في غيرها من ألفاظ العتق في كناياته وصرائحه مندوحة لكان له وجه ، وتبينت المسألة ; وبالكراهة أقول للمعنى الذي نبهت عليه .

                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : في تصويره : وهو أن يقول للعبد : أنت سائبة ، وينوي العتق . أو يقول : أعتقك سائبة . [ ص: 223 ]

                                                                                                                                                                                                              فقال علماؤنا : ولاؤه للمسلمين ، وبه قال عمر ، وابن عمر ، وابن عباس ، وابن شهاب ، رواه عنه ابن القاسم ومطرف .

                                                                                                                                                                                                              وقال الشافعي وأبو حنيفة : ولاؤه لمعتقه ، وبه قال عمر بن عبد العزيز ، وابن نافع ، وابن الماجشون .

                                                                                                                                                                                                              وجه الأول : أن اللفظ يقتضي أن يزول عنه الملك واليد ويبقى كالجمل المسيب الذي لا يعرض له ، ولو تبين الولاء لأحد لم يتحقق هذا المعنى .

                                                                                                                                                                                                              ووجه الثاني وبه أقول : إنه لا سائبة في الإسلام وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { الولاء لمن أعتق } .

                                                                                                                                                                                                              وتحقيق القول فيه أنه لم يعتق عن معين ، فلا يخرج الولاء عنه ، كما لو أطلق العتق .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية