الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6020 [ ص: 325 ] 49 - باب: (الدعاء عند الوضوء)

                                                                                                                                                                                                                              6383 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر". ورأيت بياض إبطيه، فقال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس".

                                                                                                                                                                                                                              [انظر: 2884 - مسلم: 2498 - فتح: 11 \ 187]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر". ورأيت بياض إبطيه، فقال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من الناس".

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              فيه: استعمال الوضوء عند الدعاء وعند ذكر الله -عز وجل-.

                                                                                                                                                                                                                              وذلك أن كمال أحوال الداعي والذاكر وما يرجى له به الإجابة; لتعظيمه الله وتنزيهه له حين لم يذكره إلا على طهارة.

                                                                                                                                                                                                                              ولهذا المعنى تيمم - عليه السلام - بالجدار عند بئر جمل حين سلم عليه الرجل، وكذلك رد السلام عليه على تيمم، ولم يكن له سبيل إلى الوضوء بالماء.

                                                                                                                                                                                                                              وعلى هذا مضى - عليه السلام -، ومضى سلف الأمة.

                                                                                                                                                                                                                              وكانوا لا يفارقون حال الطهارة ما قدروا; لكثرة ذكرهم الله -عز وجل- وكثرة تنفلهم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 326 ] وقد روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه - عليه السلام - كان يبول ويتيمم، فأقول: إن الماء قريب. فيقول: "لعلي لا أبلغه".

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: حجة لمن استحب رفع اليدين في الدعاء، وقد سلف ذلك قبل هذا.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية