الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون

                                                                                                                                                                                                                                      قال الملأ الذين استكبروا من قومه ; أي : عتوا وتكبروا ، استئناف كما سلف ، وقرئ بالواو عطفا على ما قبله من قوله تعالى : " قال يا قوم ... " إلخ .

                                                                                                                                                                                                                                      واللام في قوله تعالى : للذين استضعفوا للتبليغ .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : لمن آمن منهم بدل من الموصول بإعادة العامل بدل الكل إن كان ضمير " منهم " لقومه ، وبدل البعض إن كان " للذين استضعفوا " على أن من المستضعفين من لم يؤمن ، والأول هو الوجه ; إذ لا داعي إلى توجيه الخطاب أولا إلى جميع المستضعفين ، مع أن المجاوبة مع المؤمنين منهم على أن الاستضعاف مختص بالمؤمنين ; أي : قالوا للمؤمنين الذين استضعفوهم واسترذلوهم .

                                                                                                                                                                                                                                      أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه وإنما قالوه بطريق الاستهزاء بهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون عدلوا عن الجواب الموافق لسؤالهم بأن يقولوا : نعم ، أو نعلم أنه مرسل منه تعالى ; مسارعة إلى تحقيق الحق ، وإظهار ما لهم من الإيمان الثابت المستمر ، الذي ينبئ عنه الجملة الاسمية ، وتنبيها على أن أمر إرساله من الظهور ، بحيث لا ينبغي أن يسأل عنه ، وإنما الحقيق بالسؤال عنه هو الإيمان به .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية