الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قوله تعالى : { وذروا ظاهر الإثم وباطنه } .

                                                                                                                                                                                                              المعنى : قد فصل لكم المحرم فذروه وهو الإثم ظاهرا وباطنا ، وفي ذلك للعلماء ستة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول :

                                                                                                                                                                                                              ظاهره وباطنه : سره وعلانيته : قاله مجاهد ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : قال سعيد بن جبير : ظاهر الإثم نكاح ذوات المحارم ، وباطنه الزنا .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : ظاهر الإثم أصحاب الرايات من الزواني ، وباطنه ذوات الأخدان ; قاله السدي وغيره .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : ظاهر الإثم طواف العربان ، وباطنه الزنا ; قاله ابن زيد .

                                                                                                                                                                                                              وقد قالت طائفة : إن الإثم اسم من أسماء الخمر ; فعلى هذا يكون معنى الآية في القول الخامس ظاهر الإثم الخمر ، وباطنه المثلث والمنصف ، وسنبين ذلك في سورة الأعراف إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                              ويحتمل وجها سادسا ، وهو أن يكون ظاهر الإثم واضح المحرمات . وباطنه الشبهات ومنها الذرائع ، وهي المباحات التي يتوصل بها إلى المحرمات ; وسيأتي ذلك في موضعه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية