الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
680 712 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=14213عبد الله بن داود ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=650671لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه أتاه nindex.php?page=showalam&ids=115بلال يؤذنه بالصلاة ، قال : ( nindex.php?page=treesubj&link=18650_28642_1758_29394_28983_1729_31162_31184_22742_24993_1727_23311_1650مروا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر فليصل بالناس ) ، قلت : إن nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر رجل أسيف ، إن يقم مقامك يبك ، فلا يقدر على القراءة ، فقال : ( مروا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر فليصل ) ، فقلت مثله ، فقال في الثالثة - أو الرابعة - : ( إنكن صواحب يوسف ، مروا nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر فليصل ) ، فصلى ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يهادى بين رجلين ، كأني أنظر إليه يخط برجليه الأرض ، فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر ، فأشار إليه أن صل ، فتأخر أبو بكر وقعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه ، nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر يسمع الناس التكبير .
تابعه : محاضر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش .
قد سبق ذكر حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة بألفاظه وطرقه .
وما ذكر فيه في هذه الرواية من تأخر nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر فمنكر مخالف لسائر الروايات .
وإنما المقصود منه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس جالسا nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر قائم يسمع الناس تكبير النبي صلى الله عليه وسلم .
وهذا يدل على شيئين :
أحدهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم في صحته لم يكن من عادته أن يبلغ أحد وراءه التكبير ، بل كان هو يسمع أهل المسجد تكبيره ، فلا يحتاج إلى من يبلغ عنه .
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري - فيما بعد - حديث nindex.php?page=showalam&ids=15989سعيد بن الحارث ، قال : صلى لنا [ ص: 233 ] nindex.php?page=showalam&ids=44أبو سعيد فجهر بالتكبير حين رفع قامته من السجود ، وحين سجد ، وحين قام من الركعتين ، وقال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، ولفظه : nindex.php?page=hadith&LINKID=691558فجهر بالتكبير حين افتتح الصلاة ، وحين ركع ، وحين قال : سمع الله لمن حمده ، وحين رفع رأسه من السجود ، وحين سجد ، وحين قام من الركعتين حتى قضى صلاته على ذلك ، وقال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي ، وعنده : وبعد أن قال : سمع الله لمن حمده .
وهذا إشارة إلى تكبير السجود ، بدليل أنه قال بعده : وحين رفع رأسه من السجود ، وحين سجد .
وزاد nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي في روايته : وحين رفع .
والثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مرض ضعف صوته عن إسماع أهل المسجد ، وكان أبو بكر حينئذ يسمع الناس تكبيره ، ويبلغ عنه .
وقد روي عنه ، أنه فعل ذلك - أيضا - في مرض آخر عرض له في حياته .
ففي ( صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657632اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلينا وراءه وهو قاعد ، nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر يسمع الناس تكبيره ، وذكر في الحديث : أنه أشار إليهم أن اجلسوا . وقد سبق بتمامه .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم - أيضا - : nindex.php?page=hadith&LINKID=667050صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر وأبو بكر خلفه ، فإذا كبر كبر أبو بكر يسمعنا .
فمتى كان الإمام صوته ضعيفا لمرض أو غيره ، ولم يبلغ المأمومين صوته ، [ ص: 234 ] وكان المسجد كبيرا لا يبلغه صوت الإمام ، شرع لبعض المأمومين أن يبلغ الباقين التكبير جهرا ، ويكون الجهر على قدر الحاجة إليه ، من غير زيادة على ذلك .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=15291المغيرة بن زياد ، قال : رأيت nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح صلى في السقيفة التي في المسجد الحرام في نفر ، وهم متفرقون عن الصفوف ، فقلت له ، فقال : إني شيخ كبير ومكة دونه ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأصابهم مطر ، فصلى بالناس في رحالهم ، وبلال يسمع الناس التكبير .
وروى بكر بن محمد ، عن الحكم ، عن أبيه ، أنه سأل nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن الرجل يكبر يوم الجمعة يسمع الناس ؟ قال : صلاته تامة ، هذا منفعة للناس ؛ قد كان nindex.php?page=showalam&ids=2عمر يسمع صوته بالبلاط ، قيل له : فيأخذ على هذا أجرا في تكبيره يسمع الناس ؟ قال : لا أدري .
قال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ، قوله : ( لا أدري ) كأنه -والله أعلم- يكرهه .
قال : وإن أخذ من بيت المال جاز ؛ لأن حقه فيه - يعني : أن حق المؤذنين في بيت المال - وإن أخذ من غيره فهو مكروه . انتهى .
والأخذ من الوقف كالأخذ من بيت المال في هذا .
ومتى بلغ المأموم زيادة على قدر الحاجة ، أو بلغ من غير حاجة إليه كان مكروها .
وظاهر الحديث : يدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=23311المأموم إذا اقتدى بالإمام بسماع التكبير من غيره صح اقتداؤه به ، وعلى هذا أكثر الفقهاء .
واختلف فيه أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، فمنهم من أجازه ، ومنهم من منعه ، وعلل بأنه اقتدى بغير الإمام ، ومنهم من قال : إن كان الإمام أذن للمبلغ في التبليغ صح الاقتداء به .
[ ص: 235 ] واختلفوا - أيضا - nindex.php?page=treesubj&link=1650فيمن سمع التكبير ، ولم ير الإمام ، ولا من خلفه ، هل يصح اقتداؤه بالإمام في هذه الحالة ، أم لا يصح ؟
يفرق بين أن يكون في المسجد فيصح ، وبين أن يكون خارج المسجد فلا يصح .
وقد حكي في ذلك روايات متعددة عن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، وربما نذكر المسألة في موضع آخر إن شاء الله تعالى .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد - في رواية مهنا - فيمن nindex.php?page=treesubj&link=23311صلى الجمعة ، فلم يسمع تكبير الإمام ، ولا غير الإمام : ليس عليه إعادة ، وقال : كل الناس يسمعون التكبير ؟ إنما ينظر بعضهم إلى بعض .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري في القوم لا يرون الإمام عند الركوع والسجود : أجزأهم أن يتبعوا من قدامهم من الصفوف ؛ الناس أئمة بعضهم لبعض .