الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون

                                                                                                                                                                                                                                      ثم بدلنا عطف على " أخذنا " داخل في حكمه .

                                                                                                                                                                                                                                      مكان السيئة التي أصابتهم للغاية المذكورة .

                                                                                                                                                                                                                                      الحسنة ; أي : أعطيناهم بدل ما كانوا فيه من البلاء والمحنة ، والرخاء والسعة ، كقوله تعالى : وبلوناهم بالحسنات والسيئات .

                                                                                                                                                                                                                                      حتى عفوا ; أي : كثروا عددا وعددا ، من عفا النبات : إذا كثر وتكاثف ، وأبطرتهم النعمة .

                                                                                                                                                                                                                                      "قالوا" غير واقفين على أن ما أصابهم من الأمرين ابتلاء من الله سبحانه .

                                                                                                                                                                                                                                      قد مس آباءنا الضراء والسراء كما مسنا ذلك ، وما هو إلا من عادة الدهر ، يعاقب في الناس بين الضراء والسراء ، من غير أن يكون هناك داعية تؤدي إليهما ، أو تبعة تترتب عليهما ، ولعل تأخير السراء للإشعار بأنها تعقب الضراء ، فلا ضير فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      فأخذناهم إثر ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      بغتة فجأة أشد الأخذ وأفظعه .

                                                                                                                                                                                                                                      وهم لا يشعرون بذلك ، ولا يخطرون ببالهم شيئا من المكاره ، كقوله تعالى : حتى إذا فرحوا بما أوتوا ... الآية ، وليس المراد بالأخذ بغتة : إهلاكهم طرفة عين ، كإهلاك عاد وقوم لوط ، بل ما يعمه ، وما يمضي بين الأخذ وإتمام الإهلاك أيام كدأب ثمود .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية