الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الملأ من قوم فرعون مخاطبين له بعد ما شاهدوا من أمر موسى عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ; أي : في أرض مصر بتغير الناس عليك وصرفهم عن متابعتك .

                                                                                                                                                                                                                                      ويذرك عطف على يفسدوا ، أو جواب الاستفهام بالواو ، كما في قول الحطيئة :


                                                                                                                                                                                                                                      ألم أك جارك ويكون بيني ... وبينكم المودة والإخاء



                                                                                                                                                                                                                                      أي : أيكون منك ترك موسى ويكون تركه إياك ، وقرئ بالرفع عطفا على " أتذر " ، أو استئنافا ، أو حالا ، وقرئ بالسكون ، كأنه قيل : يفسدوا ويذرك ، كقوله تعالى : فأصدق وأكن .

                                                                                                                                                                                                                                      وآلهتك ومعبوداتك ، قيل : إنه كان يعبد الكواكب ، وقيل : صنع لقومه أصناما وأمرهم بأن يعبدوها تقربا إليه ، ولذلك قال : أنا ربكم الأعلى ، وقرئ : ( وإلهتك ) ; أي : عبادتك .

                                                                                                                                                                                                                                      قال مجيبا لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم كما كنا نفعل بهم ذلك من قبل ، ليعلم أنا على ما كنا عليه من القهر والغلبة ، ولا يتوهم أنه المولود الذي حكم المنجمون والكهنة بذهاب ملكنا على يديه ، وقرئ : ( سنقتل ) بالتخفيف .

                                                                                                                                                                                                                                      وإنا فوقهم قاهرون كما كنا لم يتغير حالنا أصلا ، وهم مقهورون تحت أيدينا كذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية