الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      تنبيه [ شرط صحة تحمل الرواية ] هذه الشروط إنما تعتبر حالة الأداء لا حالة التحمل . ولهذا تقبل رواية ما تحمله في حال صباه وكفره وفسقه ، وأداه في حالة الكمال على ما سبق ، وشرط صحة التحمل وجود التمييز فقط . قاله الماوردي ، والروياني ، قالا : فلو كان الصبي غير مميز لم يصح تحمله ، قالا : وعلى متحمل السنة أن يرويها إذا سئل عنها ، ولا يلزمه روايتها إذا لم يسأل عنها ، إلا أن يجد الناس على خلافها . [ ص: 210 ] فصل [ رواية الأعمى ] ولا يشترط أن يكون الراوي بصيرا ، بل يقبل خبر الأعمى الضابط ، واختلفوا في جواز سماعه ، والصحيح الجواز إذا حصلت الثقة به ، بأن يكون ضابطا للصوت ، بدليل إجماع الصحابة على قبول حديث عائشة ( رضي الله عنها ) من خلف ستر ، وهم في تلك الحالة كالعميان . وقد قبلوا خبر ابن أم مكتوم وعتبان بن مالك ، وحكى الرافعي في كتاب الشهادات في رواية الأعمى وجهين ، وأن الإمام والغزالي صححا المنع ، وأن الأصح عند الأكثرين الجواز لما ذكرنا . قال : ومحل الخلاف إذا تحملها وهو أعمى ، فأما ما سمعه قبل العمى ، فتقبل روايته في العمى بلا خلاف ، أي للإجماع على قبول روايات ابن عباس وغيره ممن طرأ العمى عليه .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية