الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون

                                                                                                                                                                                                                                      137 - وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون هم بنو إسرائيل، كان يستضعفهم فرعون وقومه بالقتل، والاستخدام مشارق الأرض ومغاربها يعني: أرض مصر والشام التي باركنا فيها بالخصب، وسعة الأرزاق، وكثرة الأنهار والأشجار وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل قوله: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض [الأعراف: 129] أو ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض إلى ما كانوا يحذرون [القصص: 3] و " الحسنى " تأنيث الأحسن، صفة للكلمة، و "على" صلة "تمت" أي: مضت عليهم، واستمرت، من قولك: تم على الأمر: إذا مضى عليه بما صبروا بسبب صبرهم، وحسبك به حاثا على الصبر، ودالا على أن من قابل البلاء بالجزع وكله الله إليه، ومن قابله بالصبر ضمن الله له الفرج. [ ص: 600 ] ودمرنا أهلكنا، ما كان يصنع فرعون وقومه من العمارات، وبناء القصور. وما كانوا يعرشون من الجنات، أو ما كانوا يرفعون من الأبنية المشيدة في السماء كصرح هامان وغيره، وبضم الراء: شامي، وأبو بكر.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا آخر قصة فرعون والقبط، وتكذيبهم بآيات الله، ثم أتبعه قصة بني إسرائيل، وما أحدثوه -بعد إنقاذهم من فرعون، ومعاينتهم الآيات العظام، ومجاوزتهم البحر- من عبادة البقر، وغير ذلك ليسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم مما رآه من بني إسرائيل بالمدينة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية