الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      مسألة [ الاعتماد على كتب الحديث من غير الرواية بالإسناد ] ذهب قوم إلى أن شرط العمل بالحديث سماعه ، وحكاه ابن برهان في " الأوسط " عن المحدثين ، ثم قال : وذهب الفقهاء كلهم إلى أنه لا يتوقف عليه ، فإذا صح عنده النسخة من الصحيحين مثلا ، أو من السنن جاز له العمل منها ، وإن لم يسمع . وقال إمام الحرمين : إذا وجد الناظر حديثا مسندا في كتاب مصحح ، ولم يرتب في ثبوته ، يجب العمل به ، وإن لم يسمع الكتاب ، فلا يتوقف وجوب العمل على أن تنتظم له الأسانيد ، ومنعه المحدثون ، والذي قلناه مقطوع به ، فإن من رأى في صحيح مسلم أو البخاري خبرا ، وعلم ثقة النسخة فلا يتمارى في أنه يجب العمل بذلك الخبر ، وهو محل إجماع ، هكذا نقله عنه ابن القشيري في كتابه . ثم قال : وإذا كان التعويل على الثقة ، فلو رأى حديثا في كتاب رجل موثوق به ، عرف منه أنه لا يجازف يجب [ ص: 218 ] عليه العمل به ، وإن لم يره مذكورا بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                      فوجوب العمل لا يتوقف على الإسناد حسا حتى إذا رآه في موضع ينتفي عنه اللبس منه ، وهذا يشير إلى وجوب العمل بالمراسيل . ا هـ . وهكذا جزم إلكيا الهراسي بوجوب العمل . قالا : وقال قائلون من المحدثين : ليس له ذلك ، وهو بعيد ، وله أن يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مستندا إلى كتاب ، وكما أن عليه أن يعمل ، فعليه أن يحتج به على غيره اعتمادا على ما في الكتاب واستنادا إليه .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية