الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون

                                                                                                                                                                                                                                      أيشركون استئناف مسوق لتوبيخ المشركين ، واستقباح إشراكهم على الإطلاق وإبطاله بالكلية ، ببيان شأن ما أشركوه به سبحانه ، وتفصيل أحواله القاضية ببطلان ما اعتقدوه في حقه ; أي : أيشركون به تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      ما لا يخلق شيئا ; أي : لا يقدر على أن يخلق شيئا من الأشياء أصلا ، ومن حق المعبود أن يكون خالقا لعابده لا محالة .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وهم يخلقون عطف على لا يخلق ، وإيراد الضميرين بجمع العقلاء مع رجوعهما إلى " ما " المعبر بها عن الأصنام ، إنما هو بحسب اعتقادهم فيها ، وإجرائهم لها مجرى العقلاء ، وتسميتهم لها آلهة ، وكذا حال سائر الضمائر الآتية ، ووصفها بالمخلوقية بعد وصفها بنفي الخالقية ; لإبانة كمال منافاة حالها لما اعتقدوه في حقها ، وإظهار غاية جهلهم ، فإن إشراك ما لا يقدر على خلق شيء ما بخالقه ، وخالق جميع الأشياء مما لا يمكن أن يسوغه من له عقل في الجملة ، وعدم التعرض لخالقها للإيذان بتعينه والاستغناء عن ذكره .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية