الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
748 781 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=650739أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( nindex.php?page=treesubj&link=1565_32046_30496_30510_30524إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء : آمين ، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية أبي يونس ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657627 ( nindex.php?page=treesubj&link=1565إذا قال أحدكم في الصلاة : آمين ، والملائكة في السماء : آمين ، فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
ومن رواية سهيل ، عن أبيه ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=657629أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قال القارئ : nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال من خلفه : آمين ، فوافق قوله قول أهل السماء ، غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن راهويه ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16861ليث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=331كعب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=932528إذا قال الإمام nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=7غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال : آمين ، فوافق آمين أهل الأرض آمين أهل السماء ، غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه ، ومثل من لا يقول : آمين ، كمثل رجل غزا مع قوم فاقترعوا ، فخرجت سهامهم ولم يخرج سهمه ، فقال : لم لم يخرج سهمي ؟ فقيل : إنك لم تقل آمين ) .
[ ص: 499 ] nindex.php?page=showalam&ids=331كعب هذا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : لا أدري من هو ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : مجهول لا يعرف .
وقد ذكرنا - فيما تقدم - أن الحديث على ظاهره ، وأن الملائكة في السماء تؤمن على قراءة المصلين في الأرض للفاتحة .
فهذا الحديث يدل على أن nindex.php?page=treesubj&link=29717_34091الله يستمع لقراءة المصلي حيث كان مناجيا له ، ويرد عليه جواب ما يناجيه به كلمة كلمة ، فأول الفاتحة حمد ، ثم ثناء ، وهو تثنية الحمد وتكريره ، ثم تمجيد ، والثناء على الله بأوصاف المجد والكبرياء والعظمة ، ثم ينتقل العبد من الحمد والثناء والتمجيد إلى خطاب الحضور ، كأنه صلح حينئذ للتقريب من الحضرة ، فخاطب خطاب الحاضرين ، فقال : nindex.php?page=tafseer&surano=1&ayano=5إياك نعبد وإياك نستعين
وهذه الكلمة قد قيل : إنها تجمع سر الكتب المنزلة من السماء كلها ؛ لأن [ ص: 500 ] الخلق إنما خلقوا ليؤمروا بالعبادة ، كما قال : nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=56وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون وإنما أرسلت الرسل وأنزلت الكتب لذلك ، فالعبادة حق الله على عباده ، ولا قدرة للعباد عليها بدون إعانة الله لهم ، فلذلك كانت هذه الكلمة بين الله وبين عبده ؛ لأن العبادة حق الله على عبده ، والإعانة من الله فضل من الله على عبده .
وبعد ذلك الدعاء بهداية الصراط المستقيم ؛ صراط المنعم عليهم ، وهم الأنبياء وأتباعهم من الصديقين والشهداء والصالحين ، كما ذكر ذلك في سورة النساء .
فمن استقام على هذا الصراط حصل له سعادة الدنيا والآخرة ، واستقام سيره على الصراط يوم القيامة ، ومن خرج عنه فهو إما مغضوب عليه ، وهو من يعرف طريق الهدى ولا يتبعه كاليهود ، أو ضال عن طريق الهدى كالنصارى ونحوهم من المشركين .
فإذا ختم القارئ في الصلاة قراءة الفاتحة ، أجاب الله دعاءه فقال : ( هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وحينئذ تؤمن الملائكة على دعاء المصلي ، فيشرع للمصلين موافقتهم في التأمين معهم ، فالتأمين مما يستجاب به الدعاء .
nindex.php?page=treesubj&link=1565ولما كان المأموم مأمورا بالإنصات لقراءة الإمام ، مأمورا بالتأمين على دعائه عند فراغ الفاتحة ؛ لم يكن عليه قراءة ؛ لأنه قد أنصت للقراءة ، وأمن على الدعاء ، فكأنه دعا ، كما قال كثير من السلف في قول الله تعالى لموسى [ ص: 501 ] وهارون : nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قد أجيبت دعوتكما قالوا : كان موسى يدعو وهارون يؤمن ، فسماهما داعيين .