الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ( قوله : إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ، لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها ؛ فافعلوا ، متفق عليه ) .

      [ ص: 215 ]

      التالي السابق


      [ ص: 215 ] ش هذا الحديث الصحيح المتواتر يشهد لما دلت عليه الآيات السابقة من رؤية المؤمنين لله عز وجل في الجنة ، وتمتعهم بالنظر إلى وجهه الكريم .

      وهذه النصوص من الآيات والأحاديث تدل على أمرين :

      أولهما : علوه تعالى على خلقه ؛ لأنها صريحة في أنهم يرونه من فوقهم .

      ثانيهما : أن أعظم أنواع النعيم هو النظر إلى وجه الله الكريم .

      وقوله : ( كما ترون القمر ليلة البدر ) ؛ المراد تشبيه الرؤية بالرؤية ، لا تشبيه المرئي بالمرئي ؛ يعني : أن رؤيتهم لربهم تكون من الظهور والوضوح كرؤية القمر في أكمل حالاته ، وهي كونه بدرا ، ولا يحجبه سحاب ، ولهذا قال بعد ذلك : ( لا تضامون في رؤيته ) ؛ روي بتشديد الميم من التضام ؛ بمعنى : التزاحم والتلاصق ، والتاء يجوز فيها الضم والفتح ، على أن الأصل تتضامون ، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا ، وروي بتخفيف الميم من الضيم ؛ بمعنى : الظلم ؛ يعني : لا يلحقكم في رؤيته ضيم ولا غبن .

      وفي حثه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على صلاة العصر وصلاة الفجر - خاصة - إشارة إلى أن من حافظ عليهما في جماعة نال هذا النعيم الكامل ، الذي يضمحل بإزائه كل نعيم ، وهو يدل على تأكيد هاتين الصلاتين كما دل على ذلك الحديث الآخر : يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ، متفق عليه .




      الخدمات العلمية