الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين

                                                                                                                                                                                                                                      130 - ومن يرغب عن ملة إبراهيم استفهام بمعنى: الجحد، وإنكار أن يكون في العقلاء من يرغب عن الحق الواضح، الذي هو ملة إبراهيم، والملة: السنة والطريقة، كذا عن الزجاج: إلا من في محل الرفع على البدل من الضمير في يرغب، وصح البدل; لأن من يرغب غير موجب، كقولك: هل جاءك أحد إلا زيد؟! والمعنى: وما يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه أي: جهل نفسه، أي: لم يفكر في نفسه، فوضع "سفه" موضع "جهل"، وعدي كما عدي، أو معناه: سفه في نفسه، فحذف في، كما حذف "من" في قوله: واختار موسى قومه [الأعراف: 155] أي: من قومه، و "على" في قوله: ولا تعزموا عقدة النكاح [البقرة: 235] أي: على عقدة النكاح. والوجهان عن الزجاج، وقال الفراء: هو منصوب على التمييز، وهو ضعيف لكونه معرفة ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين بيان لخطأ رأي من يرغب عن ملته; لأن من جمع كرامة الدارين لم يكن أحد أولى بالرغبة في طريقته منه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية