الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            إجماع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى مكة

            قال ابن عقبة ، وابن إسحاق ، ومحمد بن عمر ، وغيرهم : لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى مكة ، بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية



            إلى بطن إضم - وبينها وبين المدينة ثلاثة برد - ليظن الظان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توجه إلى تلك الناحية ، وأن لا تذهب بذلك الأخبار وأبان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى قريش ، وأرسل إلى أهل البادية ، ومن حولهم من المسلمين ، يقول لهم «من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليحضر رمضان بالمدينة” وبعث رسلا في كل ناحية حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

            واستخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري ، ويقال ابن أم مكتوم ، وذكره ابن سعد ، والبلاذري ، والأول هو الصحيح ، وقد رواه الإمام أحمد والطبراني بسند حسن عن ابن عباس - رضي الله عنهما . [ شعر حسان في تحريض الناس ]

            وقال حسان بن ثابت يحرض الناس ويذكر مصاب رجال خزاعة :


            عناني ولم أشهد ببطحاء مكة رجال بني كعب تحز رقابها     بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم
            وقتلى كثير لم تجن ثيابها     ألا ليت شعري هل تنالن نصرتي
            سهيل بن عمرو وخزها وعقابها     وصفوان عود حن من شفر استه
            فهذا أوان الحرب شد عصابها     فلا تأمننا يا ابن أم مجالد
            إذا احتلبت صرفا وأعصل نابها     ولا تجزعوا منا فإن سيوفنا
            لها وقعة بالموت يفتح بابها



            قال ابن هشام : قول حسان : بأيدي رجال لم يسلوا سيوفهم يعني قريشا ؛ وابن أم مجالد يعني عكرمة بن أبي جهل .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية