الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون

                                                                                                                                                                                                                                      171 - ثم ضرب لهم مثلا فقال: ومثل الذين كفروا المضاف محذوف، أي: ومثل داعي الذين كفروا كمثل الذي ينعق يصيح، والمراد بما لا يسمع إلا دعاء ونداء البهائم، والمعنى: ومثل داعيهم إلى الإيمان في أنهم لا يسمعون من الدعاء إلا جرس النغمة، ودوي الصوت، من غير إلقاء أذهان، ولا استبصار، كمثل الناعق بالبهائم التي لا تسمع إلا دعاء الناعق ونداءه، الذي هو تصويت بها، وزجر لها، ولا تفقه شيئا آخر كما يفهم العقلاء. والنعيق: التصويت. يقال: نعق المؤذن، ونعق الراعي بالضأن. [ ص: 151 ] والنداء: ما يسمع، والدعاء: قد يسمع وقد لا يسمع. صم خبر مبتدأ مضمر، أي: هم صم. بكم خبر ثان عمى عن الحق، خبر ثالث. فهم لا يعقلون الموعظة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية