الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                          صفحة جزء
                                          قوله: يا أيها الذين آمنوا وآية 183

                                          قد تقدم تفسيره. فى آية 104

                                          قوله: كتب عليكم



                                          وبه عن سعيد بن جبير في قول الله: كتب عليكم يعني: فرض عليكم.

                                          قوله: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم

                                          اختلفت الرواية في ذلك على ثلاثة أوجه : [ ص: 304 ] فأحد ذلك: أنه كتب على الأمم قبلنا صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

                                          [1622 ] حدثنا أحمد بن سنان، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ المسعودي ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وصام يوم عاشوراء، فصام تسعة عشر شهرا من ربيع الأول إلى رمضان، ثم قال: إن الله قد افترض عليكم شهر رمضان.

                                          [1623 ] أخبرني محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي فيما كتب إلي، حدثني عمي الحسين بن الحسن، حدثني أبي عن جدي عطية، عن ابن عباس قوله: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم وكان ثلاثة أيام من كل شهر، ثم نسخ الذي أنزل الله من صيام رمضان.

                                          [1624 ] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا حم بن نوح البلخي ثنا أبو معاذ خالد بن سليمان الحداني، ثنا أبو مصلح نصر بن مشارس، عن الضحاك بن مزاحم في قوله: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم قال: كان الصوم الأول: صامه نوح فمن بعده حتى صامه نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكان صومهم من كل شهر ثلاثة أيام إلى العشاء. وهكذا صامه النبي صلى الله عليه وسلم وروي عن عطاء وقتادة ، أنهما قالا: كتب على من قبلنا ثلاثة أيام كما قاله ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم، نحو ذلك.

                                          والوجه الثاني

                                          أنه فرض على الأمم قبلنا شهر رمضان كما كتبه الله على هذه الأمة.

                                          [1625 ] ذكره أبو زرعة ، ثنا حامد بن يحيى البلخي وسلمة بن شبيب والسياق لسلمة قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني عبد الله بن الوليد، عن أبي الربيع رجل من أهل المدينة عن عبد الله بن عمر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم. في حديث طويل، اختصر منه ذلك.

                                          [ ص: 305 ] [1626] حدثنا الحسن بن أحمد ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن بشار ، حدثني سرور بن المغيرة عن عباد بن منصور ، عن الحسن ، قوله: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فقال: نعم والله لقد كتب الصيام على كل أمة خلت كما كتبه علينا، شهرا كاملا وأياما معدودات عددا معلوما. وروي عن السدي نحو ذلك.

                                          والوجه الثالث أن صيامهم كان من العتمة إلى العتمة

                                          [1627 ] حدثنا أبي ، ثنا عيسى بن زياد الرازي، ثنا يحيى بن الضريس ، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس ، عن من حدثه، عن ابن عمر قال: أنزلت كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم كتب عليهم أن أحدهم إذا صلى على العتمة ونام، حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى مثلها وروي عن ابن عباس وأبي العالية وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهد وسعيد بن جبير ومقاتل بن حيان والربيع بن أنس وعطاء الخراساني نحو ذلك.

                                          قوله: على الذين من قبلكم

                                          [1628 ] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، ثنا حجاج، عن ابن جريج وعثمان بن عطاء ، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم يعني بذلك أهل الكتاب. وروي عن عطاء الخراساني والشعبي والسدي نحو ذلك.

                                          قوله: لعلكم تتقون

                                          [1629 ] حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدي في قوله: لعلكم تتقون يقول: فتتقون من الطعام والشراب والنساء مثل ما اتقوا، وروي عن مقاتل بن حيان ، نحو ذلك، وفيه زيادة: تتقون الطعام والشراب والجماع بعد النوم أو بعد عشاء الآخرة.

                                          التالي السابق


                                          الخدمات العلمية