الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين

                                                                                                                                                                                                "تلك" تعظيم لها وتفخيم لشأنها ، يعني : تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها . لم يعلق الموعد بترك العلو والفساد ، ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهما ، كما قال : ولا تركنوا إلى الذين ظلموا [هود : 113 ] فعلق الوعيد بالركون وعن علي -رضي الله عنه - : إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه ، فيدخل تحتها . وعن الفضيل أنه قرأها ثم قال : ذهبت الأماني [ ص: 529 ] ها هنا . وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يرددها حتى قبض . ومن الطماع من يجعل العلو لفرعون ، والفساد لقارون ، متعلقا بقوله : إن فرعون علا في الأرض [القصص : 4 ] ، ولا تبغ الفساد في الأرض [القصص : 77 ] ويقول : من لم يكن مثل فرعون وقارون فله تلك الدار الآخرة ، ولا يتدبر قوله : والعاقبة للمتقين كما تدبره علي والفضيل وعمر .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية