الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله (تعالى): أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات ؛ بالنون؛ و " يسارع " ؛ بالياء؛ و " يسارع " ؛ على ما لم يسم فاعله؛ وتأويله: " أيحسبون أن إمداد الله لهم بالمال والبنين مجازاة لهم؟! وإنما هو استدراج من الله لهم " ؛ و " ما " ؛ في معنى " الذي " ؛ المعنى: " أيحسبون أن الذي نمدهم به من مال وبنين " ؛ والخبر معه محذوف؛ المعنى: " نسارع لهم به في الخيرات " ؛ أي: " أيحسبون إمداد ما نسارع لهم به... " ؛ فأما من قرأ: " يسارع " ؛ فعلى وجهين؛ أحدهما لا يحتاج إلى إضمار؛ المعنى: " أيحسبون أن إمدادنا لهم يسارع لهم في الخيرات؟! " ؛ ويجوز أن يكون على معنى: " يسارع الله لهم به في الخيرات " ؛ فيكون مثل " نسارع " ؛ ومن قرأ: " يسارع لهم في الخيرات " ؛ يكون على معنى: " يسارع الإمداد لهم في الخيرات " ؛ وعلى معنى: " نسارع لهم في الخيرات " ؛ فيكون تقوم مقام ما لم يسم لهم؛ ويكون مضمرا معه به؛ كما قلنا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية