الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما

                                                                                                                                                                                                                                      وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة وأحكامها المشروحة فيه من البعث والحساب والجزاء، وتخصيصها بالذكر من بين سائر ما كفروا به، لكونها معظم ما أمروا بالإيمان به، ولمراعاة التناسب بين أعمالهم وجزائها الذي أنبأ عنه قوله عز وجل: أعتدنا لهم عذابا أليما وهو عذاب جهنم، أي: أعتدنا لهم فيما كفروا به، وأنكروا وجوده من الآخرة عذابا أليما، وهو أبلغ في الزجر لما أن إتيان العذاب من حيث لا يحتسب أفظع وأفجع، والجملة معطوفة على جملة "يبشر" بإضمار يخبر، أو على قوله تعالى: "أن لهم" داخلة معه تحت التبشير المراد به مجازا مطلق الإخبار المنتظم للإخبار بالخبر السار، وبالنبأ الضار حقيقة، فيكون ذلك بيانا لهداية القرآن بالترغيب والترهيب، ويجوز كون التبشير بمعناه، والمراد: تبشير المؤمنين ببشارتين : ثوابهم، وعقاب أعدائهم، وقوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية