الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا

                                                                                                                                                                                                                                      وكم أهلكنا أي: وكثيرا ما أهلكنا من القرون بيان لكم، وتمييز له. و "القرن" مدة من الزمان يخترم فيها القوم، وهي عشرون، أو ثلاثون، أو أربعون، أو ثمانون، أو مائة. وقد أيد ذلك بأنه عليه الصلاة والسلام دعا لرجل فقال: عش قرنا فعاش مائة سنة، أو مائة وعشرين . من بعد نوح من بعد زمنه عليه الصلاة والسلام، كعاد وثمود ومن بعدهم ممن قصت أحوالهم في القرآن العظيم، ومن لم تقص، وعدم نظم قومه عليه الصلاة والسلام في تلك القرون المهلكة لظهور أمرهم على أن ذكره عليه الصلاة والسلام رمز إلى ذكرهم. وكفى بربك أي: كفى ربك. بذنوب عباده خبيرا بصيرا يحيط بظواهرها، وبواطنها، فيعاقب عليها، وتقديم الخبير لتقدم متعلقه من الاعتقادات، والنيات التي هي مبادئ الأعمال الظاهرة، أو لعمومه حيث يتعلق بغير المبصرات أيضا، وفيه إشارة إلى أن البعث والأمر وما يتلوهما من فسقهم ليس لتحصيل العلم بما صدر عنهم من الذنوب، فإن ذلك حاصل قبل ذلك، وإنما هو لقطع الأعذار، وإلزام الحجة من كل وجه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية