الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام

                                                                                                                                                                                                                                      204 - كان الأخنس بن شريق حلو المنطق، إذا لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألان له القول، وادعى أنه يحبه، وأنه مسلم، وقال: يعلم الله أني صادق، فنزل فيه ومن الناس من يعجبك قوله يروقك، ويعظم في قلبك، ومنه الشيء العجيب، الذي يعظم في النفس. في الحياة الدنيا "في" يتعلق بالقول، أي: يعجبك ما يقوله في معنى الدنيا; لأنه يطلب بادعاء المحبة حظ الدنيا، ولا يريد به الآخرة، أو بيعجبك، أي: يعجبك حلو كلامه في الدنيا لا في الآخرة; لما يرهقه في الموقف من الحبسة واللكنة. ويشهد الله على ما في قلبه أي: يحلف ويقول: الله شاهد على ما في قلبي من محبتك ومن الإسلام. وهو ألد الخصام شديد الجدال والعداوة للمسلمين. والخصام: المخاصمة. والإضافة بمعنى في; لأن أفعل يضاف إلى ما هو بعضه، تقول: زيد أفضل القوم، ولا يكون الشخص بعض الحدث، فتقديره: ألد في الخصومة، أو الخصام جمع خصم، كصعب وصعاب، والتقدير: وهو أشد الخصوم خصومة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية