الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 3 ) أولئك هم المؤمنون حقا )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : الذين يؤدون الصلاة المفروضة بحدودها ، وينفقون مما رزقهم الله من الأموال فيما أمرهم الله أن ينفقوها فيه ، من زكاة وجهاد وحج وعمرة ونفقة على من تجب عليهم نفقته ، فيؤدون حقوقهم " أولئك " ، يقول : هؤلاء الذين يفعلون هذه الأفعال " هم المؤمنون " ، لا الذين يقولون بألسنتهم : " قد آمنا " وقلوبهم منطوية على خلافه نفاقا ، لا يقيمون صلاة ولا يؤدون زكاة .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

15695 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس : " الذين يقيمون الصلاة " ، يقول : الصلوات الخمس " ومما رزقناهم ينفقون " ، يقول : زكاة أموالهم " أولئك هم المؤمنون حقا " ، يقول : برئوا من الكفر . ثم وصف الله النفاق وأهله فقال : ( إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ) : إلى قوله : ( أولئك هم الكافرون حقا ) [ سورة النساء : 150 - 151 ] فجعل الله المؤمن مؤمنا حقا ، وجعل الكافر كافرا حقا ، وهو قوله : ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) [ سورة التغابن : 2 ] . [ ص: 389 ]

15696 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : " أولئك هم المؤمنون حقا " ، قال : استحقوا الإيمان بحق ، فأحقه الله لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية