المسألة الرابعة
nindex.php?page=treesubj&link=18403_18416_18407كيفية التفسح في المجالس مشكلة ، وتفاصيلها كثيرة : الأول مجلس النبي صلى الله عليه وسلم يفسح فيه بالهجرة والعلم والسن .
الثاني مجلس الجمعات يتقدم فيه بالبكور إلا ما يلي الإمام ، فإنه لذوي الأحلام والنهى .
الثالث : مجلس الذكر يجلس فيه كل أحد حيث انتهى به المجلس .
الرابع مجلس الحرب يتقدم فيه ذوو النجدة والمراس من الناس .
الخامس مجلس الرأي والمشاورة يتقدم فيه من له بصر بالشورى ، وهو داخل في مجلس الذكر ، وذلك كله يتضمنه قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } فيرتفع المرء بإيمانه أولا ، ثم بعلمه ثانيا .
وفي الصحيح أن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب كان يقدم
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس على الصحابة ، فكلموه
[ ص: 169 ] في ذلك ، فدعاهم ودعاه ، وسألهم عن تفسير {
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح } فسكتوا ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله إياه . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم .
وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : إن الآية في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ومجالسنا هذه ، وإن الآية عامة في كل مجلس ، رواه عنه
ابن القاسم .
وقال
يحيى بن يحيى عنه : إن قوله : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يرفع الله الذين آمنوا } الصحابة {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11والذين أوتوا العلم درجات } يرفع الله بها العالم والطالب للحق .
والعموم أوقع في المسألة ، وأولى بمعنى الآية ، والله أعلم .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=18403_18416_18407كَيْفِيَّةُ التَّفَسُّحِ فِي الْمَجَالِسِ مُشْكِلَةٌ ، وَتَفَاصِيلُهَا كَثِيرَةٌ : الْأَوَّلُ مَجْلِسُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْسَحُ فِيهِ بِالْهِجْرَةِ وَالْعِلْمِ وَالسِّنِّ .
الثَّانِي مَجْلِسُ الْجُمُعَاتِ يُتَقَدَّمُ فِيهِ بِالْبُكُورِ إلَّا مَا يَلِي الْإِمَامَ ، فَإِنَّهُ لِذَوِي الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى .
الثَّالِثُ : مَجْلِسُ الذِّكْرِ يَجْلِسُ فِيهِ كُلُّ أَحَدٍ حَيْثُ انْتَهَى بِهِ الْمَجْلِسُ .
الرَّابِعُ مَجْلِسُ الْحَرْبِ يَتَقَدَّمُ فِيهِ ذَوُو النَّجْدَةِ وَالْمِرَاسِ مِنْ النَّاسِ .
الْخَامِسُ مَجْلِسُ الرَّأْيِ وَالْمُشَاوَرَةِ يَتَقَدَّمُ فِيهِ مَنْ لَهُ بَصَرٌ بِالشُّورَى ، وَهُوَ دَاخِلٌ فِي مَجْلِسِ الذِّكْرِ ، وَذَلِكَ كُلُّهُ يَتَضَمَّنُهُ قَوْلُهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } فَيَرْتَفِعُ الْمَرْءُ بِإِيمَانِهِ أَوَّلًا ، ثُمَّ بِعِلْمِهِ ثَانِيًا .
وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يُقَدِّمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الصَّحَابَةِ ، فَكَلَّمُوهُ
[ ص: 169 ] فِي ذَلِكَ ، فَدَعَاهُمْ وَدَعَاهُ ، وَسَأَلَهُمْ عَنْ تَفْسِيرِ {
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } فَسَكَتُوا ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْلَمَهُ اللَّهُ إيَّاهُ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إلَّا مَا تَعْلَمُ .
وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكٌ : إنَّ الْآيَةَ فِي مَجْلِسِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَجَالِسِنَا هَذِهِ ، وَإِنَّ الْآيَةَ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَجْلِسٍ ، رَوَاهُ عَنْهُ
ابْنُ الْقَاسِمِ .
وَقَالَ
يَحْيَى بْنُ يَحْيَى عَنْهُ : إنَّ قَوْلَهُ : {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا } الصَّحَابَةَ {
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11وَاَلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا الْعَالِمَ وَالطَّالِبَ لِلْحَقِّ .
وَالْعُمُومُ أَوْقَعُ فِي الْمَسْأَلَةِ ، وَأَوْلَى بِمَعْنَى الْآيَةِ ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .