الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم وما أنـزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم

                                                                                                                                                                                                                                      231 - وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن أي: آخر عدتهن، وشارفن منتهاها، والأجل: يقع على المدة كلها وعلى آخرها، يقال لعمر الإنسان: أجل، وللموت الذي ينتهى به أجل. فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف أي: فإما أن يراجعها من غير طلب ضرار بالمراجعة، وإما أن يخليها حتى تنقضي عدتها، وتبين من غير ضرار. ولا تمسكوهن ضرارا مفعول له، أو حال، أي: مضارين. وكان الرجل يطلق المرأة ويتركها حتى يقرب انقضاء عدتها، ثم يراجعها لا عن حاجة، ولكن ليطول العدة عليها، فهو الإمساك ضرارا. لتعتدوا لتظلموهن، أو لتلجئوهن إلى الافتداء. ومن يفعل ذلك يعني: الإمساك للضرار، فقد ظلم نفسه بتعريضها لعقاب الله. ولا تتخذوا آيات الله هزوا أي: جدوا فى الأخذ بها، والعمل بما فيها، وارعوها حق رعايتها، وإلا فقد اتخذتموها هزوا، يقال لمن لم يجد في الأمر: إنما أنت لاعب وهازئ، واذكروا نعمة الله عليكم [ ص: 193 ] بالإسلام، وبنبوة محمد عليه الصلاة والسلام وما أنـزل عليكم من الكتاب والحكمة من القرآن والسنة، وذكرها مقابلتها بالشكر والقيام بحقها يعظكم به بما أنزل عليكم، وهو حال واتقوا الله فيما امتحنكم به واعلموا أن الله بكل شيء عليم من الذكر، والاتقاء، والاتعاظ، وغير ذلك، وهو أبلغ وعد ووعيد.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية