nindex.php?page=treesubj&link=28992_28659_30549_32433_32438_33679_34255nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أولم ير الذين كفروا تجهيل لهم بتقصيرهم في التدبر في الآيات التكوينية الدالة على استقاله تعالى بالألوهية ، وكون جميع ما سواه مقهورا تحت ملكوته . والهمزة للإنكار ، والواو للعطف على مقدر . وقرئ بغير واو ، الرؤية قلبية ، أي : ألم يتفكروا ولم يعلموا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أن السماوات والأرض كانتا أي : جمعتا السموات والأرضين ، كما في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30رتقا الرتق : الضم والالتحام ، والمعنى : إما على حذف المضاف ، أو هو بمعنى المفعول ، أي : كانتا ذواتي رتق ، أو مرتوقتين . وقرئ : "رتقا شيئا رتقا" أي : مرتوقا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30ففتقناهما قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير : كانتا شيئا واحدا ملتزمين ، ففصل الله تعالى بينهما ، ورفع السماء إلى حيث هي ، وأقر الأرض . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب : خلق الله تعالى السموات والأرض ملتصقين ، ثم خلق ريحا فتوسطتها ففتقتها . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : خلق الله تعالى الأرض في موضع
بيت المقدس كهيئة الفهر عليها دخان ملتزق بها ، ثم أصعد الدخان وخلق منه السموات وأمسك الفهر في موضعها ، وبسط منها الأرض ، وذلك قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30 "كانتا رتقا ففتقناهما" وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : كانت السموات مرتتقة طبعة واحدة ، ففتقها فجعلها سبع سماوات ، وكذلك الأرض كانت مرتفعة طبعة واحدة ، ففتقها فجعلها سبع أرضين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في
[ ص: 65 ] رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء وعليه أكثر المفسرين : إن السموات كانت رتقا مستوية صلبة لا تمطر ، والأرض رتقا لا تنبت ، ففتق السماء بالمطر ، والأرض بالنبات ، فيكون المراد بالسماوات : السماء الدنيا ، والجمع باعتبار الآفاق أو السماوات جميعا على أن لها مدخلا في الأمطار ، وعلم الكفرة الرتق والفتق بهذا المعنى مما لا سترة به . وأما بالمعاني الأول فهم وإن لم يعلموهما لكنهم متمكنون من علمها إما بطريق النظر والتفكير فإن الفتق عارض مفترق إلى مؤثر قديم ، وإما بالاستفسار من العلماء ومطالعة الكتب .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30وجعلنا من الماء كل شيء حي أي : خلقنا من الماء كل حيوان ، كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45والله خلق كل دابة من ماء وذلك لأنه من أعظم مواده أو لفرط احتياجه إليه وانتفاعه به أو صيرنا كل شيء حي من الماء ، أي : بسبب منه لا بد له من ذلك . وتقديم المفعول الثاني للاهتمام به ، لا لمجرد أن المفعولين في الأصل مبتدأ وخبر ، وحق الخبر عند كونه ظرفا أن يتقدم على المبتدإ ، فإن ذلك مصحح محض مرجح . وقرئ : "حيا" على أنه صفة كل ، أو مفعول ثان ، والظرف كما في الوجه الأول قدم على المفعول للاهتمام به والتشوق إلى المؤخر .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أفلا يؤمنون nindex.php?page=treesubj&link=28663_33679إنكار لعدم إيمانهم بالله وحده مع ظهور ما يوجبه حتما من الآيات الآفاقية والأنفسية الدالة على تفرده عز وجل بالألوهية ، وعلى كون ما سواه من مخلوقاته مقهورة تحت ملكوته وقدرته . والفاء للعطف على مقدر يستدعيه الإنكار السابق ، أي : أيعلمون ذلك فلا يؤمنون ؟ .
nindex.php?page=treesubj&link=28992_28659_30549_32433_32438_33679_34255nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا تَجْهِيلٌ لَهُمْ بِتَقْصِيرِهِمْ فِي التَّدَبُّرِ فِي الْآَيَاتِ التَّكْوِينِيَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى اسْتَقَالِهِ تَعَالَى بِالْأُلُوهِيَّةِ ، وَكَوْنُ جَمِيعِ مَا سِوَاهُ مَقْهُورًا تَحْتَ مَلَكُوتِهِ . وَالْهَمْزَةُ لِلْإِنْكَارِ ، وَالْوَاوُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ . وَقُرِئَ بِغَيْرِ وَاوٍ ، الرُّؤْيَةُ قَلْبِيَّةٌ ، أَيْ : أَلَمْ يَتَفَكَّرُوا وَلَمْ يَعْلَمُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا أَيْ : جُمِعَتَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِينَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=41إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30رَتْقًا الرَّتْقُ : الضَّمُّ وَالِالْتِحَامُ ، وَالْمَعْنَى : إِمَّا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ ، أَوْ هُوَ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ ، أَيْ : كَانَتَا ذَوَاتَيْ رَتْقٍ ، أَوْ مَرْتُوقَتَيْنِ . وَقُرِئَ : "رَتْقًا شَيْئًا رَتْقًا" أَيْ : مَرْتُوقًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30فَفَتَقْنَاهُمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : كَانَتَا شَيْئًا وَاحِدًا مُلْتَزَمَيْنِ ، فَفَصَلَ اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَهُمَا ، وَرَفَعَ السَّمَاءَ إِلَى حَيْثُ هِيَ ، وَأَقَرَّ الْأَرْضَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبٌ : خَلْقَ اللَّهُ تَعَالَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مُلْتَصِقَيْنِ ، ثُمَّ خَلَقَ رِيحًا فَتَوَسَّطَتْهَا فَفَتَقَتْهَا . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ : خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْأَرْضَ فِي مَوْضِعِ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَهَيْئَةِ الْفِهْرِ عَلَيْهَا دُخَانٌ مُلْتَزِقٌ بِهَا ، ثُمَّ أَصْعَدَ الدُّخَانَ وَخَلَقَ مِنْهُ السَّمَوَاتِ وَأَمْسَكَ الْفِهْرَ فِي مَوْضِعِهَا ، وَبَسَطَ مِنْهَا الْأَرْضَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30 "كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسَّدِّيُّ : كَانَتِ السَّمَوَاتُ مُرْتَتِقَةً طَبْعَةً وَاحِدَةً ، فَفَتْقَهَا فَجَعَلَهَا سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ، وَكَذَلِكَ الْأَرْضُ كَانَتْ مُرْتَفِعَةً طَبْعَةً وَاحِدَةً ، فَفَتْقَهَا فَجَعَلَهَا سَبْعَ أَرْضِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ فِي
[ ص: 65 ] رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ السَّمَوَاتِ كَانَتْ رَتْقًا مُسْتَوِيَةً صُلْبَةً لَا تُمْطِرُ ، وَالْأَرْضُ رَتْقًا لَا تُنْبِتُ ، فَفَتَقَ السَّمَاءَ بِالْمَطَرِ ، وَالْأَرْضَ بِالنَّبَاتِ ، فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالسَّمَاوَاتِ : السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، وَالْجَمْعُ بِاعْتِبَارِ الْآَفَاقِ أَوِ السَّمَاوَاتِ جَمِيعًا عَلَى أَنَّ لَهَا مَدْخَلًا فِي الْأَمْطَارِ ، وَعَلِمَ الْكَفَرَةُ الرَّتْقَ وَالْفَتْقَ بِهَذَا الْمَعْنَى مِمَّا لَا سِتْرَةَ بِهِ . وَأَمَّا بِالْمَعَانِي الْأُوَلِ فَهُمْ وَإِنْ لَمْ يَعْلَمُوهُمَا لَكِنَّهُمْ مُتَمَكِّنُونَ مَنْ عِلْمِهَا إِمَّا بِطْرِيقِ النَّظَرِ وَالتَّفْكِيرِ فَإِنَّ الْفَتْقَ عَارِضٌ مُفْتَرِقٌ إِلَى مُؤَثِّرٍ قَدِيمٍ ، وَإِمَّا بِالِاسْتِفْسَارِ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَمُطَالَعَةِ الْكُتُبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَيْ : خَلَقْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ حَيَوَانٍ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=45وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ مَوَادِّهِ أَوْ لِفَرْطِ احْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ وَانْتِفَاعِهِ بِهِ أَوْ صَيَّرْنَا كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ مِنَ الْمَاءِ ، أَيْ : بِسَبَبٍ مِنْهُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ ذَلِكَ . وَتَقْدِيمُ الْمَفْعُولِ الثَّانِي لِلِاهْتِمَامِ بِهِ ، لَا لِمُجَرَّدِ أَنَّ الْمَفْعُولَيْنِ فِي الْأَصْلِ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ ، وَحَقُّ الْخَبَرِ عِنْدَ كَوْنِهِ ظَرْفًا أَنْ يَتَقَدَّمَ عَلَى الْمُبْتَدَإِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مُصَحِّحٌ مَحْضٌ مُرَجِحٌ . وَقُرِئَ : "حَيًّا" عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ كُلِّ ، أَوْ مَفْعُولٌ ثَانٍ ، وَالظَّرْفُ كَمَا فِي الْوَجْهِ الْأَوَّلِ قُدِّمَ عَلَى الْمَفْعُولِ لِلِاهْتِمَامِ بِهِ وَالتَّشَوُّقِ إِلَى الْمُؤَخَّرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=30أَفَلا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28663_33679إِنْكَارٌ لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ بِاللَّهِ وَحْدَهُ مَعَ ظُهُورِ مَا يُوجِبُهُ حَتْمًا مِنَ الْآَيَاتِ الْآَفَاقِيَّةِ وَالْأَنْفُسِيَّةِ الدَّالَّةِ عَلَى تَفَرُّدِهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالْأُلُوهِيَّةِ ، وَعَلَى كَوْنِ مَا سِوَاهُ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ مَقْهُورَةً تَحْتَ مَلَكُوتِهِ وَقدرته . وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ يَسْتَدْعِيهِ الْإِنْكَارُ السَّابِقُ ، أَيْ : أَيَعْلَمُونَ ذَلِكَ فَلَا يُؤْمِنُونَ ؟ .