الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال هل أنتم مطلعون [54]

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 422 ] وحكى (هل أنتم مطلعون) قال أبو إسحاق : يقال: طلع، وأطلع بمعنى واحد، وقد حكي: "هل أنتم مطلعون" بكسر النون وهي لحن لا يجوز لأنه جمع بين النون والإضافة، ولو كان مضافا لكان هل أنتم مطلعي، وإن كان سيبويه والفراء حكيا مثله وأنشدا:

                                                                                                                                                                                                                                        هم القائلون الخير والآمرونه إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما



                                                                                                                                                                                                                                        وإنشاد الفراء "والفاعلونه" وأنشد سيبويه وحده:

                                                                                                                                                                                                                                        ولم يرتفق والناس محتضرونه     جميعا وأيدي المعتفين رواهقه



                                                                                                                                                                                                                                        وأنشد الفراء وحده:

                                                                                                                                                                                                                                        وما أدري وظني كل ظن     أمسلمني إلى قومي شراح



                                                                                                                                                                                                                                        أما البيتان اللذان أنشدهما سيبويه وشركه الفراء في أحدهما فلا يعرف من قالهما [ ص: 423 ] ولا تثبت بهما حجة، ولو عرف من قالهما لكانا شاذين خارجين عن كلام العرب وما كان هكذا لم يحتج به في كتاب الله جل وعز، ولا يدخل في الفصيح. وأما البيت الذي أنشده الفراء فالقول فيه ما حكاه أبو إسحاق قال: أنشدنا محمد بن يزيد "أأسلمني" وزعم الفراء أنه يريد بشراح شراحيل. وهذا من أقبح الضرورات أن يرخم في غير النداء، وإنما لم يجز "هل أنتم مطلعون" بكسر النون لأنه جاء إلى ما لا ينفصل مما قبله بالنون وهذا ما لا وجه له، وهذا قول من يوثق به من النحويين منهم محمد بن يزيد ، وهو أيضا قول الفراء غير أنه أفسده بعد ذلك فقال: ضاربني مشبه بيضربني.

                                                                                                                                                                                                                                        وحكي فاطلع فرآه [55]

                                                                                                                                                                                                                                        وفيه قولان: أحدهما أن يكون فعلا مستقبلا أي فأطلع أنا، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام، والقول الثاني على أن يكون فعلا ماضيا ويكون أطلع واطلع واحدا فرآه في سواء الجحيم عن عبد الله بن مسعود قال: في وسطها والحسك حواليه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية