الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ؛ في هذه المسألة ثلاثة أوجه؛ جاء في التفسير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به؛ جمع له الأنبياء في بيت المقدس؛ فأمهم وصلى بهم؛ وقيل له: سلهم؛ فلم يشكك - عليه السلام - ولم يسل. [ ص: 414 ] ووجه ثان؛ وهو الذي أختاره؛ وهو أن المعنى: " سل أمم من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون؟ " ؛ ويكون معنى السؤال ههنا على جهة التقرير؛ كما قال: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ؛ فليس يسألهم ههنا عمن خلقهم إلا على جهة التقرير؛ وكذلك إذا سأل جميع أمم الأنبياء؛ لم يأتوا بأن في كتبهم أن اعبدوا غيري؛ ووجه ثالث؛ يكون المعنى في خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - معناه مخاطبة الأمة؛ كأنه قال: " واسألوا " ؛ والدليل على أن مخاطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يدخل فيها خطاب الأمة؛ قوله: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية