nindex.php?page=treesubj&link=28659_31761_32433_32438_34092_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ألم تر أن الله يزجي سحابا إلخ كالتأكيد لما قبله والتنوير والإزجاء له سوق الشيء برفق وسهولة، وقيل: سوق الثقيل برفق وغلب على ما ذكر بعض الأجلة في سوق شيء يسير أو غير معتد به، ومنه البضاعة المزجاة أي المسوقة شيئا بعد شيء على قلة وضعف، وقيل: أي التي تزجى أي تدفع للرغبة عنها، وفي التعبير بيزجي على ما ذكر إيماء إلى أن السحاب
[ ص: 190 ] بالنسبة إلى قدرته تعالى مما لا يعتد به، وهو اسم جنس جمعي واحده سحابه، والمعنى كما في البحر يسوق سحابة إلى سحابة
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ثم يؤلف بينه بأن يوصل سحابة بسحابة، وقال غير واحد:
السحاب واحد كالعماء والمراد يؤلف بين أجزائه وقطعه وهذا لأن بين لا تضاف لغير متعدد وبهذا التأويل يحصل التعدد كما قيل به في قوله: بين الدخول فحومل، واستغنى بعضهم عنه بجعل السحاب اسم جنس جمعي على ما سمعت.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع «يولف» غير مهموز
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ثم يجعله ركاما أي متراكما بعضه فوق بعض
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فترى الودق أي المطر شديدا كان أو ضعيفا إثر تراكمه وتكاثفه، وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم عن
أبي بجيلة عن أبيه أنه فسر الودق بالبرق ولم نره لغيره والذي رأيناه في معظم التفاسير وكتب اللغة أنه المطر
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يخرج من خلاله أي من فتوقه ومخارجه التي حدثت بالتراكم والانعصار وهو جمع خلل كجبال وجبل، وقيل: هو مفرد كحجاب وحجاز، وأيد بقراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ومعاذ العنبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو nindex.php?page=showalam&ids=14418والزعفراني من «خلله» والمراد حينئذ الجنس، والجملة في موضع الحال من
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43الودق لأن الرؤية بصرية، وفي تعقيب الجعل المذكور برؤيته خارجا لا بخروجه من المبالغة في سرعة الخروج على طريقة قوله تعالى: فقلنا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63اضرب بعصاك البحر فانفلق [الشعراء: 63] ومن الاعتناء بتقرير الرؤية ما لا يخفى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43وينزل من السماء أي من السحاب فإن كل ما علاك سماء، وكأن العدول عنه إلى السماء للإيماء إلى أن للسمو مدخلا فيما ينزل بناء على المشهور في سبب تكون البرد، وجوز أن يراد بها جهة العلو وللإيماء المذكور ذكرت مع التنزيل
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43من جبال أي من قطع عظام تشبه الجبال في العظم على التشبيه البليغ كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حتى إذا جعله نارا [الكهف: 96] والمراد بها قطع السحاب، ومن الغريب الذي لا تساعده اللغة كما في الدرر والغرر الرضوية قول الأصبهاني: إن الجبال ما جبله الله تعالى أي خلقه من البرد
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فيها أي في السماء، والجار والمجرور في موضع الصفة لجبال، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43من برد وهو معروف، وسمي بردا لأنه يبرد وجه الأرض أي يقشره من بردت الشيء بالمبرد مفعول ( ينزل ) على أن من تبعيضية، وقيل: زائدة على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش والأوليان لابتداء الغاية، والجار والمجرور الثاني بدل من الأول بدل اشتمال أو بعض أي ينزل مبتدأ من السماء من جبال كائنة فيها بعض برد أو بردا.
وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي أن من الثانية للتبعيض كالثالثة مع قوله بالبدلية وهو خطأ ظاهر، وقيل: من الأولى ابتدائية والثانية للتبعيض واقعة موقع المفعول، وقيل: زائدة على رأي
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش أيضا والثالثة للبيان أي ينزل مبتدأ من السماء بعض جبال أو جبالا كائنة فيها التي هي برد فالمنزل برد، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش أن
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43من الثانية ومن الثالثة زائدتان وكل من المجرورين في محل نصب أما الأول فعلى المفعولية لينزل وأما الثاني فعلى البدلية منه أي ينزل من السماء جبالا لا بردا ومآله ينزل من السماء بردا.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء : هما زائدتان إلا أن المجرور بأولاهما في موضع نصب على المفعولية والمجرور بثانيتهما في موضع رفع إما على أنه مبتدأ ( وفيها ) خبره والضمير من
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فيها للجبال أي ينزل من السماء جبالا في تلك الجبال برد لا شيء آخر من حصى وغيره، وإما على أنه فاعل
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فيها لأنه قد اعتمد على الموصوف أعني الجبال وضمير راجع إليها أيضا. والمراد بالجبال على غير ما قول الكثرة مجازا وقد جاء استعمالها فيها كذلك في قول
ابن مقبل: [ ص: 191 ] إذا مت عن ذكر القوافي فلن ترى لها شاعرا مني أطلب وأشعرا وأكثر بيتا شاعر ضربت له
بطون جبال الشعر حتى تيسرا
ويقال: عنده جبل من ذهب وجبل من علم، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15097والكلبي وأكثر المفسرين أن المراد بالسماء المظلة وبالجبال حقيقتها قالوا: إن الله تعالى خلق في السماء جبالا من برد كما خلق في الأرض جبالا من حجر وليس في العقل ما ينفيه من قاطع فيجوز إبقاء الآية على ظاهرها كما قيل، والمشهور بين أهل الحكمة أن انبعاث قوى السماويات وأشعتها قد يوجب تصعيد أجسام لطيفة مرتفعة عن الماء ممتزجة مع الهواء وهي التي سمي بخارا ولثقله بالنسبة إلى الدخان لرطوبته ويبس الدخان يقف في حيز الهواء بحيث لا يكون واصلا إليه الحرارة الكائنة من الشعاع المنعكس عن جرم الأرض ويكون متباعدا عن المتسخن بحرارة النار فيبقى في الطبقة الباردة من الهواء فيبرد ويتكاثف بالتصاعد شيئا فشيئا فيرتكم منه سحاب فيقطر مطرا إما كله أو بعضه ويتفرق بعضه لبقائه على صورته الهوائية واستحالة ما قطر إلى صورته المائية فإن طالت مسافتها اتصلت فكانت قطراتها أكبر وإن اشتد البرد عليها صارت بردا أو نزلت ثلجا وامتنع تصاعد البخار عند ذلك فيبرد وجه الأرض مع برد الجو فيكون من ذلك البرد القوي فإن صادف ريحا اشتد البرد لإزالتها البخار الأرضي وإن لم يصادف ريحا أذاب البخار الثلج وسخن وجه الأرض، وذكروا أنه كلما طالت المسافة حتى اتصلت وكبرت القطرات وصادف البرد كان البرد أكبر مقدارا وقد ينعقد المطر بردا داخل السحاب ثم ينزل وذلك في الربيع عند ما يصيبه سخونة من خارجه فتبطن البرودة في داخله عند انحلاله قطرات فيجمد وقد يكون البخار أكثر تكاثفا فلا يقوى على الارتفاع ويبرد بسرعة بما يوافيه من برد الليل لعدم الشعاع، وليس بحيث يصير سحابا فيكون منه الظل وقد يجمد في الأعالي قبل تراكمه فيكون منه الصقيع وقد يتكاثف الهواء لإفراط البرد فينعقد سحابا ويمطر بحاله، والحق أن كل ذلك مستندا إلى إرادة الله عز وجل ومشيئته سبحانه المبنية على الحكم والمصالح والأسباب التي ذكرت عادية ولا أرى بأسا بالقول بذلك وباعتبار أن أول الأسباب القوى السماوية وأشعتها صح أن يقال: إن الإنزال مبتدأ من السماء على ما أشار إليه العلامة
nindex.php?page=showalam&ids=13926البيضاوي في الكلام على سورة البقرة، وحمل الآية على ما يوافق المشهورة لا يخل بجزالتها بل هي عليه أجزل وعن شكوك العوام أبعد لا سيما أهل الجبال الذين قد يمطرون وينزل على أرضهم البرد وهم فوق الجبال في الشمس
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فيصيب به أي بما ينزل من البرد
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43من يشاء أي يصيبه فيناله ما يناله من ضرر في ماله ونفسه
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ويصرفه عن من يشاء أن يصرفه عنه فينجو من غائلته، ورجوع الضميرين إلى البرد هو الظاهر.
وفي البحر يحتمل رجوعهما إلى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43الودق والبرد وجرى فيهما مجرى اسم الإشارة كأنه قيل فيصيب بذلك ويصرف ذلك والمطر أغلب في الإصابة والصرف وأبلغ في المنفعة والامتنان اهـ وفيه بعد ومنع ظاهر.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يكاد سنا برقه أي ضوء برق السحاب الموصوف بما مر من الإزجاء والتأليف وغيرهما، وإضافة البرق إليه قبل الإخبار بوجوده فيه للإيذان بظهور أمره واستغنائه على التصريح به وعلى ما سمعت عن أبي بجيلة لا يحتاج إلى هذا ورجوع الضمير إلى البرد أي برق البرد الذي يكون معه ليس بشيء، وتقدم الكلام في حقيقة البرق فتذكر.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة بن مصرف «سناء» ممدودا «برقه» بضم الباء وفتح الراء جمع برقة بضم الباء وهي المقدار
[ ص: 192 ] من البرق كالغرفة. واللقمة، وعنه أيضا أنه قرأ «برقه» بضم الباء والراء أتبع حركة الراء لحركة الباء كما قيل نظيره في
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40ظلمات والسناء ممدودا بمعنى العلو وارتفاع الشأن، وهو هنا كناية عن قوة الضوء، وقرئ «يكاد سنا» بإدغام الدال في السين
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يذهب بالأبصار أي يخطفها من فرط الإضاءة وسرعة ورودها وفي إطلاق الأبصار مزيد تهويل لأمره وبيان لشدة تأثيره فيها كأنه يكاد يذهب بها ولو عند الإغماض وهذا من أقوى الدلائل على كمال القدرة من حيث إنه توليد للضد من الضد.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر «يذهب» بضم الياء وكسر الهاء، وذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13673الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم إلى تخطئته في هذه القراءة قالا: لأن الباء تعاقب الهمزة، ولا يجوز اجتماع أداتي تعدية، وقد أخطئا في ذلك لأنه لم يكن ليقرأ إلا بما روي وقد أخذ القراءة عن سادات التابعين الآخذين عن جلة الصحابة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي وغيره رضي الله تعالى عنهم ولم ينفرد هو بها كما زعم
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج بل قرأ أيضا كذلك شيبة وخرج ذلك على زيادة الباء أي يذهب الأبصار وعلى أن الباء بمعنى من كما في قوله:
فلثمت فاها قابضا بقورنها شرب النزيف ببرد ماء الحشرج
والمفعول محذوف أي يذهب النور من الأبصار، وأجاز
الحريري كما نقل عنه
الطيبي الجمع بين أداتي تعدية.
nindex.php?page=treesubj&link=28659_31761_32433_32438_34092_28995nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا إِلَخْ كَالتَّأْكِيدِ لِمَا قَبْلَهُ وَالتَّنْوِيرُ وَالْإِزْجَاءُ لَهُ سَوْقُ الشَّيْءِ بِرِفْقٍ وَسُهُولَةٍ، وَقِيلَ: سَوَّقَ الثَّقِيلَ بِرِفْقٍ وَغَلَبَ عَلَى مَا ذَكَرَ بَعْضُ الْأَجِلَّةِ فِي سَوْقِ شَيْءٍ يَسِيرٍ أَوْ غَيْرِ مُعْتَدٍّ بِهِ، وَمِنْهُ الْبِضَاعَةُ الْمُزْجَاةُ أَيِ الْمَسُوقَةِ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ عَلَى قِلَّةٍ وَضَعْفٍ، وَقِيلَ: أَيُ الَّتِي تُزْجَى أَيْ تُدْفَعُ لِلرَّغْبَةِ عَنْهَا، وَفِي التَّعْبِيرِ بِيَزْجِي عَلَى مَا ذُكِرَ إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّ السَّحَابَ
[ ص: 190 ] بِالنِّسْبَةِ إِلَى قُدْرَتِهِ تَعَالَى مِمَّا لَا يُعْتَدُّ بِهِ، وَهُوَ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ وَاحِدُهُ سَحَابُهُ، وَالْمَعْنَى كَمَا فِي الْبَحْرِ يَسُوقُ سَحَابَةً إِلَى سَحَابَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ بِأَنْ يُوَصِّلَ سَحَابَةً بِسَحَابَةٍ، وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ:
السَّحَابُ وَاحِدٌ كَالْعَمَاءِ وَالْمُرَادُ يُؤَلِّفُ بَيْنَ أَجْزَائِهِ وَقِطَعِهِ وَهَذَا لِأَنَّ بَيْنَ لَا تُضَافُ لِغَيْرِ مُتَعَدِّدٍ وَبِهَذَا التَّأْوِيلِ يَحْصُلُ التَّعَدُّدُ كَمَا قِيلَ بِهِ فِي قَوْلِهِ: بَيْنَ الدُّخُولِ فَحَوْمَلِ، وَاسْتَغْنَى بَعْضُهُمْ عَنْهُ بِجَعْلِ السَّحَابِ اسْمِ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ عَلَى مَا سَمِعْتَ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرَشٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ «يُولِفُ» غَيْرَ مَهْمُوزٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا أَيْ مُتَرَاكِمًا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فَتَرَى الْوَدْقَ أَيِ الْمَطَرِ شَدِيدًا كَانَ أَوْ ضَعِيفًا إِثْرَ تَرَاكُمِهِ وَتَكَاثُفِهِ، وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
أَبِي بَجِيلَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ فَسَّرَ الْوَدْقَ بِالْبَرْقِ وَلَمْ نَرَهُ لِغَيْرِهِ وَالَّذِي رَأَيْنَاهُ فِي مُعْظَمِ التَّفَاسِيرِ وَكُتُبِ اللُّغَةِ أَنَّهُ الْمَطَرُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ أَيْ مِنْ فُتُوقِهِ وَمَخَارِجِهِ الَّتِي حَدَثَتْ بِالتَّرَاكُمِ وَالِانْعِصَارِ وَهُوَ جَمْعُ خَلَلٍ كَجِبَالٍ وَجَبَلٍ، وَقِيلَ: هُوَ مُفْرَدٌ كَحِجَابٍ وَحِجَازٍ، وَأَيَّدَ بِقِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنِ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكِ وَمُعَاذٍ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=14418وَالزَّعْفَرَانِيِّ مِنْ «خَلَّلَهُ» وَالْمُرَادُ حِينَئِذٍ الْجِنْسُ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43الْوَدْقَ لِأَنَّ الرُّؤْيَةَ بَصَرِيَّةٌ، وَفِي تَعْقِيبِ الْجَعْلِ الْمَذْكُورِ بِرُؤْيَتِهِ خَارِجًا لَا بِخُرُوجِهِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ فِي سُرْعَةِ الْخُرُوجِ عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى: فَقُلْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=63اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ [الشُّعَرَاءُ: 63] وَمِنَ الِاعْتِنَاءِ بِتَقْرِيرِ الرُّؤْيَةِ مَا لَا يَخْفَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ أَيْ مِنَ السَّحَابِ فَإِنَّ كُلَّ مَا عَلَاكَ سَمَاءٌ، وَكَأَنَّ الْعُدُولَ عَنْهُ إِلَى السَّمَاءِ لِلْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّ لِلسُّمُوِّ مَدْخَلًا فِيمَا يَنْزِلُ بِنَاءً عَلَى الْمَشْهُورِ فِي سَبَبِ تَكَوُّنِ الْبَرْدِ، وَجَوَّزَ أَنْ يُرَادَ بِهَا جِهَةُ الْعُلُوِّ وَلِلْإِيمَاءِ الْمَذْكُورِ ذُكِرَتْ مَعَ التَّنْزِيلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43مِنْ جِبَالٍ أَيْ مِنْ قِطَعِ عِظَامٍ تُشْبِهُ الْجِبَالَ فِي الْعَظْمِ عَلَى التَّشْبِيهِ الْبَلِيغِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=96حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا [الْكَهْفُ: 96] وَالْمُرَادُ بِهَا قِطَعُ السَّحَابِ، وَمِنَ الْغَرِيبِ الَّذِي لَا تُسَاعِدُهُ اللُّغَةُ كَمَا فِي الدُّرَرِ وَالْغَرَرِ الرَّضَوِيَّةِ قَوْلُ الْأَصْبِهَانِيِّ: إِنَّ الْجِبَالَ مَا جَبَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَيْ خَلَقَهُ مِنَ الْبَرْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فِيهَا أَيْ فِي السَّمَاءِ، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِجِبَالٍ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43مِنْ بَرَدٍ وَهُوَ مَعْرُوفٌ، وَسُمِّيَ بَرْدًا لِأَنَّهُ يُبَرِّدُ وَجْهَ الْأَرْضِ أَيْ يُقَشِّرُهُ مِنْ بَرَّدْتَ الشَّيْءَ بِالْمِبْرَدِ مَفْعُولُ ( يُنَزِّلُ ) عَلَى أَنَّ مِنْ تَبْعِيضِيَّةٌ، وَقِيلَ: زَائِدَةٌ عَلَى رَأْيِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ وَالْأُولَيَانِ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ، وَالْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ الثَّانِي بَدَلٌ مِنَ الْأَوَّلِ بَدَلُ اشْتِمَالٍ أَوْ بَعْضٍ أَيْ يُنَزِّلُ مُبْتَدَأٌ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ كَائِنَةٍ فِيهَا بَعْضُ بَرْدٍ أَوْ بَرْدًا.
وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14183الْحَوْفِيُّ أَنَّ مِنَ الثَّانِيَةِ لِلتَّبْعِيضِ كَالثَّالِثَةِ مَعَ قَوْلِهِ بِالْبَدَلِيَّةِ وَهُوَ خَطَأٌ ظَاهِرٌ، وَقِيلَ: مِنَ الْأُولَى ابْتِدَائِيَّةٌ وَالثَّانِيَةُ لِلتَّبْعِيضِ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ الْمَفْعُولِ، وَقِيلَ: زَائِدَةٌ عَلَى رَأْيِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ أَيْضًا وَالثَّالِثَةُ لِلْبَيَانِ أَيْ يَنْزِلُ مُبْتَدَأٌ مِنَ السَّمَاءِ بَعْضُ جِبَالٍ أَوْ جِبَالًا كَائِنَةً فِيهَا الَّتِي هِيَ بَرْدٌ فَالْمَنْزِلُ بَرْدٌ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشِ أَنَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43مِنْ الثَّانِيَةَ وَمِنَ الثَّالِثَةَ زَائِدَتَانِ وَكُلٌّ مِنَ الْمَجْرُورَيْنِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ أَمَّا الْأَوَّلُ فَعَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ لِيَنْزِلَ وَأَمَّا الثَّانِي فَعَلَى الْبَدَلِيَّةِ مِنْهُ أَيْ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ جِبَالًا لَا بَرْدًا وَمَآلُهُ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ بَرْدًا.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفِرَاءُ : هُمَا زَائِدَتَانِ إِلَّا أَنَّ الْمَجْرُورَ بِأُولَاهُمَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ وَالْمَجْرُورُ بِثَانِيَتِهِمَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ ( وَفِيهَا ) خَبَرُهُ وَالضَّمِيرُ مِنْ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فِيهَا لِلْجِبَالِ أَيْ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ جِبَالًا فِي تِلْكَ الْجِبَالِ بَرْدٌ لَا شَيْءَ آخِرَ مِنْ حَصًى وَغَيْرِهِ، وَإِمَّا عَلَى أَنَّهُ فَاعِلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فِيهَا لِأَنَّهُ قَدِ اعْتَمَدَ عَلَى الْمَوْصُوفِ أَعْنِي الْجِبَالَ وَضَمِيرٌ رَاجِعٌ إِلَيْهَا أَيْضًا. وَالْمُرَادُ بِالْجِبَالِ عَلَى غَيْرِ مَا قَوْلِ الْكَثْرَةِ مَجَازًا وَقَدْ جَاءَ اسْتِعْمَالُهَا فِيهَا كَذَلِكَ فِي قَوْلِ
ابْنِ مُقْبِلٍ: [ ص: 191 ] إِذَا مِتُّ عَنْ ذِكْرِ الْقَوَافِي فَلَنْ تَرَى لَهَا شَاعِرًا مِنِّي أَطْلُبُ وَأَشْعَرَا وَأَكْثَرُ بَيْتًا شَاعِرٍ ضُرِبَتْ لَهُ
بُطُونُ جِبَالِ الشِّعْرِ حَتَّى تُيَسِّرَا
وَيُقَالُ: عِنْدَهُ جَبَلٌ مِنْ ذَهَبٍ وَجَبَلٌ مَنْ عِلْمٍ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ nindex.php?page=showalam&ids=15097وَالْكَلْبِيِّ وَأَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالسَّمَاءِ الْمُظِلَّةُ وَبِالْجِبَالِ حَقِيقَتُهَا قَالُوا: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ فِي السَّمَاءِ جِبَالًا مَنْ بَرْدٍ كَمَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ جِبَالًا مَنْ حَجَرٍ وَلَيْسَ فِي الْعَقْلِ مَا يَنْفِيهِ مِنْ قَاطِعٍ فَيَجُوزُ إِبْقَاءُ الْآيَةِ عَلَى ظَاهِرِهَا كَمَا قِيلَ، وَالْمَشْهُورُ بَيْنَ أَهْلِ الْحِكْمَةِ أَنَّ انْبِعَاثَ قَوَى السَّمَاوِيَّاتِ وَأَشَعَّتِهَا قَدْ يُوجِبُ تَصْعِيدَ أَجْسَامٍ لَطِيفَةٍ مُرْتَفِعَةٍ عَنِ الْمَاءِ مُمْتَزِجَةٍ مَعَ الْهَوَاءِ وَهِيَ الَّتِي سُمِّيَ بُخَارًا وَلِثِقْلِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الدُّخَانِ لِرُطُوبَتِهِ وَيَبِسِ الدُّخَانِ يَقِفُ فِي حَيِّزِ الْهَوَاءِ بِحَيْثُ لَا يَكُونُ وَاصِلًا إِلَيْهِ الْحَرَارَةُ الْكَائِنَةُ مِنَ الشُّعَاعِ الْمُنْعَكِسِ عَنْ جَرْمِ الْأَرْضِ وَيَكُونُ مُتَبَاعِدًا عَنِ الْمُتَسَخِّنِ بِحَرَارَةِ النَّارِ فَيَبْقَى فِي الطَّبَقَةِ الْبَارِدَةِ مِنَ الْهَوَاءِ فَيَبْرُدُ وَيَتَكَاثَفُ بِالتَّصَاعُدِ شَيْئًا فَشَيْئًا فَيَرْتَكِمْ مِنْهُ سَحَابٌ فَيُقَطِّرُ مَطَرًا إِمَّا كُلُّهُ أَوْ بَعْضُهُ وَيَتَفَرَّقُ بَعْضُهُ لِبَقَائِهِ عَلَى صُورَتِهِ الْهَوَائِيَّةِ وَاسْتِحَالَةُ مَا قُطِّرَ إِلَى صُورَتِهِ الْمَائِيَّةِ فَإِنْ طَالَتْ مَسَافَتُهَا اتَّصَلَتْ فَكَانَتْ قَطَرَاتُهَا أَكْبَرَ وَإِنِ اشْتَدَّ الْبَرْدُ عَلَيْهَا صَارَتْ بَرْدًا أَوْ نَزَلَتْ ثَلْجًا وَامْتَنَعَ تَصَاعُدُ الْبُخَارِ عِنْدَ ذَلِكَ فَيَبْرُدُ وَجْهُ الْأَرْضِ مَعَ بَرْدِ الْجَوِّ فَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ الْبَرْدُ الْقَوِيُّ فَإِنْ صَادَفَ رِيحًا اشْتَدَّ الْبَرْدُ لِإِزَالَتِهَا الْبُخَارُ الْأَرْضِيُّ وَإِنْ لَمْ يُصَادِفْ رِيحًا أَذَابَ الْبُخَارُ الثَّلْجَ وَسَخُنَ وَجْهُ الْأَرْضِ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ كُلَّمَا طَالَتِ الْمَسَافَةُ حَتَّى اتَّصَلَتْ وَكَبُرَتِ الْقَطَرَاتُ وَصَادَفَ الْبَرْدُ كَانَ الْبَرْدُ أَكْبَرَ مِقْدَارًا وَقَدْ يَنْعَقِدُ الْمَطَرُ بَرْدًا دَاخِلَ السَّحَابِ ثُمَّ يَنْزِلُ وَذَلِكَ فِي الرَّبِيعِ عِنْدَ مَا يُصِيبُهُ سُخُونَةٌ مِنْ خَارِجِهِ فَتُبْطِنُ الْبُرُودَةُ فِي دَاخِلِهِ عِنْدَ انْحِلَالِهِ قَطَرَاتٍ فَيَجْمُدُ وَقَدْ يَكُونُ الْبُخَارُ أَكْثَرَ تَكَاثُفًا فَلَا يَقْوَى عَلَى الِارْتِفَاعِ وَيَبْرُدُ بِسُرْعَةٍ بِمَا يُوَافِيهِ مِنْ بَرْدِ اللَّيْلِ لِعَدَمِ الشُّعَاعِ، وَلَيْسَ بِحَيْثُ يَصِيرُ سَحَابًا فَيَكُونُ مِنْهُ الظِّلِّ وَقَدْ يَجْمُدُ فِي الْأَعَالِي قَبْلَ تَرَاكُمِهِ فَيَكُونُ مِنْهُ الصَّقِيعُ وَقَدْ يَتَكَاثَفُ الْهَوَاءُ لِإِفْرَاطِ الْبَرْدِ فَيَنْعَقِدُ سَحَابًا وَيُمْطِرُ بِحَالِهِ، وَالْحَقُّ أَنَّ كُلَّ ذَلِكَ مُسْتَنِدًا إِلَى إِرَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمَشِيئَتِهِ سُبْحَانَهُ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْحِكَمِ وَالْمَصَالِحِ وَالْأَسْبَابِ الَّتِي ذُكِرَتْ عَادِيَّةً وَلَا أَرَى بَأْسًا بِالْقَوْلِ بِذَلِكَ وَبِاعْتِبَارِ أَنَّ أَوَّلَ الْأَسْبَابِ الْقُوَى السَّمَاوِيَّةُ وَأَشِعَّتُهَا صَحَّ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ الْإِنْزَالَ مُبْتَدَأٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى مَا أَشَارَ إِلَيْهِ الْعَلَّامَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=13926الْبَيْضَاوِيُّ فِي الْكَلَامِ عَلَى سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَحَمَلَ الْآيَةَ عَلَى مَا يُوَافِقُ الْمَشْهُورَةَ لَا يَخِلُّ بِجَزَالَتِهَا بَلْ هِيَ عَلَيْهِ أَجْزَلُ وَعَنْ شُكُوكِ الْعَوَامِّ أَبْعَدُ لَا سِيَّمَا أَهْلِ الْجِبَالِ الَّذِينَ قَدْ يُمْطِرُونَ وَيَنْزِلُ عَلَى أَرْضِهِمُ الْبَرْدُ وَهُمْ فَوْقَ الْجِبَالِ فِي الشَّمْسِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43فَيُصِيبُ بِهِ أَيْ بِمَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَرْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43مَنْ يَشَاءُ أَيْ يُصِيبُهُ فَيَنَالُهُ مَا يَنَالُهُ مِنْ ضَرَرٍ فِي مَالِهِ وَنَفْسِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنْهُ فَيَنْجُو مِنْ غَائِلَتِهِ، وَرُجُوعُ الضَّمِيرَيْنِ إِلَى الْبَرْدِ هُوَ الظَّاهِرُ.
وَفِي الْبَحْرِ يَحْتَمِلُ رُجُوعَهُمَا إِلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43الْوَدْقَ وَالْبَرَدِ وَجَرَى فِيهِمَا مَجْرَى اسْمِ الْإِشَارَةِ كَأَنَّهُ قِيلَ فَيُصِيبُ بِذَلِكَ وَيَصْرِفُ ذَلِكَ وَالْمَطَرُ أَغْلَبُ فِي الْإِصَابَةِ وَالصَّرْفِ وَأَبْلَغُ فِي الْمَنْفَعَةِ وَالِامْتِنَانِ اهْـ وَفِيهِ بَعْدٌ وَمَنْعٌ ظَاهِرٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ أَيْ ضَوْءِ بَرْقِ السَّحَابِ الْمَوْصُوفِ بِمَا مَرَّ مِنَ الْإِزْجَاءِ وَالتَّأْلِيفِ وَغَيْرِهِمَا، وَإِضَافَةُ الْبَرْقِ إِلَيْهِ قَبْلَ الْإِخْبَارِ بِوُجُودِهِ فِيهِ لِلْإِيذَانِ بِظُهُورِ أَمْرِهِ وَاسْتِغْنَائِهِ عَلَى التَّصْرِيحِ بِهِ وَعَلَى مَا سَمِعْتُ عَنْ أَبِي بَجِيلَةَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى هَذَا وَرُجُوعُ الضَّمِيرِ إِلَى الْبَرْدِ أَيْ بَرْقِ الْبَرْدِ الَّذِي يَكُونُ مَعَهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي حَقِيقَةِ الْبَرْقِ فَتَذَكَّرْ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ بْنُ مَصْرِفٍ «سَنَاءً» مَمْدُودًا «بَرْقُهُ» بِضَمِّ الْبَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعُ بَرْقَةٍ بِضَمِّ الْبَاءِ وَهِيَ الْمِقْدَارُ
[ ص: 192 ] مِنَ الْبَرْقِ كَالْغُرْفَةِ. وَاللُّقْمَةُ، وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ قَرَأَ «بَرْقَهُ» بِضَمِّ الْبَاءِ وَالرَّاءِ أَتْبَعُ حَرَكَةَ الرَّاءِ لِحَرَكَةِ الْبَاءِ كَمَا قِيلَ نَظِيرُهُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=40ظُلُمَاتٌ وَالسَّنَاءُ مَمْدُودًا بِمَعْنَى الْعُلُوِّ وَارْتِفَاعِ الشَّأْنِ، وَهُوَ هُنَا كِنَايَةٌ عَنْ قُوَّةِ الضَّوْءِ، وَقُرِئَ «يَكَادُ سَنَا» بِإِدْغَامِ الدَّالِّ فِي السِّينِ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=43يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ أَيْ يَخْطِفُهَا مِنْ فَرْطِ الْإِضَاءَةِ وَسُرْعَةِ وُرُودِهَا وَفِي إِطْلَاقِ الْأَبْصَارِ مَزِيدُ تَهْوِيلٍ لِأَمْرِهِ وَبَيَانٍ لِشِدَّةِ تَأْثِيرِهِ فِيهَا كَأَنَّهُ يَكَادُ يَذْهَبُ بِهَا وَلَوْ عِنْدَ الْإِغْمَاضِ وَهَذَا مِنْ أَقْوَى الدَّلَائِلِ عَلَى كَمَالِ الْقُدْرَةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ تَوْلِيدٌ لِلضِّدِّ مِنَ الضِّدِّ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ «يَذْهَبُ» بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْهَاءِ، وَذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13673الْأَخْفَشُ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَأَبُو حَاتِمٍ إِلَى تَخْطِئَتِهِ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ قَالَا: لِأَنَّ الْبَاءَ تُعَاقِبُ الْهَمْزَةَ، وَلَا يَجُوزُ اجْتِمَاعُ أَدَاتِي تَعْدِيَةٍ، وَقَدْ أُخْطِئَا فِي ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَقْرَأَ إِلَّا بِمَا رُوِيَ وَقَدْ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ الْآخِذِينَ عَنْ جُلَّةِ الصَّحَابَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أَبِيّ وَغَيْرِهِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ وَلَمْ يَنْفَرِدْ هُوَ بِهَا كَمَا زَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ بَلْ قَرَأَ أَيْضًا كَذَلِكَ شَيْبَةُ وَخَرَجَ ذَلِكَ عَلَى زِيَادَةِ الْبَاءِ أَيْ يُذْهِبُ الْأَبْصَارَ وَعَلَى أَنَّ الْبَاءَ بِمَعْنَى مِنْ كَمَا فِي قَوْلِهِ:
فَلَثَمَتْ فَاهًا قَابِضًا بِقَوْرَنِهَا شُرْبَ النَّزِيفِ بِبَرْدِ مَاءِ الْحَشْرَجِ
وَالْمَفْعُولُ مَحْذُوفٌ أَيْ يَذْهَبُ النُّورُ مِنَ الْأَبْصَارِ، وَأَجَازَ
الْحَرِيرِيُّ كَمَا نُقِلَ عَنْهُ
الطَّيِّبِيُّ الْجَمْعَ بَيْنَ أَدَاتَيْ تَعْدِيَةٍ.