الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 5244 ] القول في تأويل قوله تعالى:

                                                                                                                                                                                                                                      [ 26، 27] ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينـزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير .

                                                                                                                                                                                                                                      ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات أي: يستجيب لهم. فحذف اللام كما حذف في قوله تعالى: وإذا كالوهم أي: يثيبهم على طاعتهم: ويزيدهم من فضله أي: على ثوابهم، منة منه وطولا: والكافرون لهم عذاب شديد ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض أي: تجاوزوا الحد الذي حده لهم إلى غيره، بركوبهم ما حظره عليهم; لأن الغنى مبطرة مأشرة: كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ولكن ينـزل بقدر ما يشاء أي: ولكن ينزل من رزقه ما يشاؤه بقدر ، لكفايتهم: إنه بعباده خبير بصير قال الزمخشري : أي: يعرف ما يؤول إليه أحوالهم، فيقدر لهم ما هو أصلح لهم، وأقرب إلى جمع شملهم، فيفقر ويغني، ويمنع ويعطي، ويقبض ويبسط، كما توجبه الحكمة الربانية، ولو أغناهم جميعا لبغوا، ولو أفقرهم لهلكوا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية