الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الثاني والعشرون : خطاب الجمادات خطاب من يعقل . كقوله - تعالى - : فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ( فصلت : 11 ) تقديره : طائعة . وقيل : لما كانت ممن يقول ، وهي حالة عقل ، جرى الضمير في ( طائعين ) عليه كقولهم : رأيتهم لي ساجدين ( يوسف : 4 ) .

وقد اختلف أن هذه المقالة حقيقة ، بأن جعل لها [ ص: 370 ] حياة وإدراكا يقتضي نطقها ، أو مجازا ، بمعنى أنه ظهر فيها من اختيار الطاعة والخضوع بمنزلة هذا القول على قولين ، قال ابن عطية : والأول أحسن ، لأنه لا شيء يدفعه ، والعبرة فيه أتم ، والقدرة فيه أظهر .

ومنه قوله - تعالى - : ياجبال أوبي معه ( سبأ : 10 ) فأمرها كما تؤمر الواحدة المخاطبة المؤنثة لأن جميع ما لا يعقل كذلك يؤمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية