الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ( 76 ) ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ( 77 ) )

يقول تعالى ذكره : واذكر يا محمد نوحا إذ نادى ربه من قبلك ، ومن قبل إبراهيم ولوط ، وسألنا أن نهلك قومه الذين كذبوا الله فيما توعدهم به من وعيده ، وكذبوا نوحا فيما أتاهم به من الحق من عند ربه ( قال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) فاستجبنا له دعاءه ، ( ونجيناه وأهله ) يعني [ ص: 474 ] بأهله أهل الإيمان من ولده وحلائلهم ( من الكرب العظيم ) يعني بالكرب العظيم العذاب الذي أحل بالمكذبين من الطوفان والغرق ، والكرب : شدة الغم ، يقال منه : قد كربني هذا الأمر فهو يكربني كربا ، وقوله : ( ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا ) يقول : ونصرنا نوحا على القوم الذين كذبوا بحججنا وأدلتنا ، فأنجيناه منهم ، فأغرقناهم أجمعين ، إنهم كانوا قوم سوء ، يقول تعالى ذكره : إن قوم نوح الذين كذبوا بآياتنا كانوا قوم سوء ، يسيئون الأعمال ، فيعصون الله ويخالفون أمره .

التالي السابق


الخدمات العلمية