الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون ( 47 ) فكذبوهما فكانوا من المهلكين ( 48 ) )

يقول تعالى ذكره : فقال فرعون وملؤه : ( أنؤمن لبشرين مثلنا ) فنتبعهما ( وقومهما ) من بني إسرائيل ( لنا عابدون ) يعنون : أنهم لهم مطيعون متذللون ، يأتمرون [ ص: 36 ] لأمرهم ، ويدينون لهم ، والعرب تسمي كل من دان لملك : عابدا له . ومن ذلك قيل لأهل الحيرة : العباد ; لأنهم كانوا أهل طاعة لملوك العجم .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : قال فرعون : ( أنؤمن لبشرين مثلنا ) . . الآية ، نذهب نرفعهم فوقنا ونكون تحتهم ، ونحن اليوم فوقهم وهم تحتنا ، كيف نصنع ذلك ، وذلك حين أتوهم بالرسالة ، وقرأ : ( وتكون لكما الكبرياء في الأرض ) قال : العلو في الأرض .

وقوله : ( فكذبوهما فكانوا من المهلكين ) يقول : فكذب فرعون وملؤه موسى وهارون ، فكانوا ممن أهلكهم الله كما أهلك من قبلهم من الأمم بتكذيبها رسلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية