(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بل قالوا مثل ما قال الأولون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=84قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85سيقولون لله قل أفلا تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=87سيقولون لله قل أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=89سيقولون لله قل فأنى تسحرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بل قالوا مثل ما قال الأولون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين ) .
اعلم أنه سبحانه لما أوضح القول في دلائل التوحيد عقبه بذكر المعاد فقال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بل قالوا مثل ما قال الأولون ) في
nindex.php?page=treesubj&link=28760إنكار البعث مع وضوح الدلائل، ونبه بذلك على أنهم إنما أنكروا ذلك تقليدا للأولين, وذلك يدل على
nindex.php?page=treesubj&link=22311فساد القول بالتقليد، ثم حكى الشبهة عنهم من وجهين.
أحدهما: قولهم: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون ) وهو مشهور.
وثانيهما: قولهم: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل ) كأنهم قالوا: إن هذا الوعد كما وقع منه عليه الصلاة والسلام فقد وقع قديما من الأنبياء، ثم لم يوجد مع طول العهد، فظنوا أن الإعادة
[ ص: 101 ] تكون في دار الدنيا، ثم قالوا: لما كان كذلك فهو من أساطير الأولين، والأساطير جمع أسطار، والأسطار جمع سطر ؛ أي: ما كتبه الأولون مما لا حقيقة له، وجمع أسطورة أوفق.
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=84قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85سيقولون لله قل أفلا تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=87سيقولون لله قل أفلا تتقون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=89سيقولون لله قل فأنى تسحرون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون )
اعلم أنه يمكن أن يكون المقصود من هذه الآيات الرد على منكري الإعادة، وأن يكون المقصود الرد على عبدة الأوثان، وذلك لأن القوم كانوا مقرين بالله تعالى, فقالوا: نعبد الأصنام لتقربنا إلى الله زلفى، ثم إنه سبحانه احتج عليهم بأمور ثلاثة.
أحدها: قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=84قل لمن الأرض ومن فيها ) ووجه الاستدلال به على الإعادة أنه تعالى لما كان خالقا للأرض ولمن فيها من الأحياء، وخالقا لحياتهم وقدرتهم وغيرها، فوجب أن يكون قادرا على أن يعيدهم بعد أن أفناهم. ووجه الاستدلال به على نفي عبادة الأوثان، من حيث إن عبادة من خلقكم وخلق الأرض وكل ما فيها من النعم هي الواجبة دون عبادة ما لا يضر ولا ينفع، وقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85أفلا تذكرون ) معناه الترغيب في التدبر ليعلموا بطلان ما هم عليه.
وثانيها: قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ) ووجه الاستدلال على الأمرين كما تقدم ، وإنما قال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=87أفلا تتقون ) تنبيها على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28656_30336اتقاء عذاب الله لا يحصل إلا بترك عبادة الأوثان والاعتراف بجواز الإعادة .
وثالثها: قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قل من بيده ملكوت كل شيء ) .
اعلم أنه سبحانه لما ذكر الأرض أولا والسماء ثانيا عمم الحكم هاهنا، فقال : من بيده ملكوت كل شيء، ويدخل في الملكوت الملك والملك على سبيل المبالغة، وقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وهو يجير ولا يجار عليه ) يقال: أجرت فلانا على فلان : إذا أغثته منه ومنعته. يعني وهو يغيث من يشاء ممن يشاء، ولا يغيث أحد منه أحدا.
أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=89فأنى تسحرون ) فالمعنى أنى تخدعون عن توحيده وطاعته، والخادع هو الشيطان والهوى. ثم بين تعالى بقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90بل أتيناهم بالحق ) أنه قد بالغ في الحجاج عليهم بهذه الآيات وغيرها وهم مع ذلك كاذبون، وذلك كالتوعد والتهديد، وقرئ (أتيتهم) و (أتيتهم) بالضم والفتح . وهاهنا سؤالات:
السؤال الأول: قرئ (قل لله) في الجواب الأول باللام لا غير، وقرئ (الله) في الأخيرين بغير اللام في مصاحف
أهل الحرمين والكوفة والشام، وباللام في مصاحف
أهل البصرة ، فما الفرق؟ الجواب: لا فرق في المعنى; لأن قولك: من ربه، ولمن هو؟ في معنى واحد.
السؤال الثاني: كيف قال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88إن كنتم تعلمون ) ثم حكى عنهم (سيقولون الله) وفيه تناقض؟ الجواب: لا تناقض ؛ لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88إن كنتم تعلمون ) لا ينفي علمهم بذلك. وقد يقال مثل ذلك في الحجاج على وجه التأكيد لعلمهم والبعث على اعترافهم بما يورد من ذلك.
(
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=84قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=87سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=89سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا أَوْضَحَ الْقَوْلَ فِي دَلَائِلِ التَّوْحِيدِ عَقَّبَهُ بِذِكْرِ الْمَعَادِ فَقَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=81بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ) فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28760إِنْكَارِ الْبَعْثِ مَعَ وُضُوحِ الدَّلَائِلِ، وَنَبَّهَ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمْ إِنَّمَا أَنْكَرُوا ذَلِكَ تَقْلِيدًا لِلْأَوَّلِينَ, وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=22311فَسَادِ الْقَوْلِ بِالتَّقْلِيدِ، ثُمَّ حَكَى الشُّبْهَةَ عَنْهُمْ مِنْ وَجْهَيْنِ.
أَحَدُهُمَا: قَوْلُهُمْ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=82أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ) وَهُوَ مَشْهُورٌ.
وَثَانِيهُمَا: قَوْلُهُمْ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=83لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ ) كَأَنَّهُمْ قَالُوا: إِنَّ هَذَا الْوَعْدَ كَمَا وَقَعَ مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَقَدْ وَقَعَ قَدِيمًا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، ثُمَّ لَمْ يُوجَدْ مَعَ طُولِ الْعَهْدِ، فَظَنُّوا أَنَّ الْإِعَادَةَ
[ ص: 101 ] تَكُونُ فِي دَارِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالُوا: لَمَّا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ مِنْ أَسَاطِيرِ الْأَوَّلِينَ، وَالْأَسَاطِيرُ جَمْعُ أَسْطَارٍ، وَالْأَسْطَارُ جَمْعُ سَطْرٍ ؛ أَيْ: مَا كَتَبَهُ الْأَوَّلُونَ مِمَّا لَا حَقِيقَةَ لَهُ، وَجَمْعُ أُسْطُورَةٍ أَوْفَقُ.
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=84قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=87سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=89سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )
اعْلَمْ أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ الرَّدَّ عَلَى مُنْكِرِي الْإِعَادَةِ، وَأَنْ يَكُونَ الْمَقْصُودُ الرَّدَّ عَلَى عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا مُقِرِّينَ بِاللَّهِ تَعَالَى, فَقَالُوا: نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ لِتُقَرِّبَنَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى، ثُمَّ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ احْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِأُمُورٍ ثَلَاثَةٍ.
أَحَدُهَا: قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=84قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا ) وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى الْإِعَادَةِ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا كَانَ خَالِقًا لِلْأَرْضِ وَلِمَنْ فِيهَا مِنَ الْأَحْيَاءِ، وَخَالِقًا لِحَيَاتِهِمْ وَقُدْرَتِهِمْ وَغَيْرِهَا، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يُعِيدَهُمْ بَعْدَ أَنْ أَفْنَاهُمْ. وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ بِهِ عَلَى نَفْيِ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، مِنْ حَيْثُ إِنَّ عِبَادَةَ مَنْ خَلَقَكُمْ وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مِنَ النِّعَمِ هِيَ الْوَاجِبَةُ دُونَ عِبَادَةِ مَا لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَقَوْلُهُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=85أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ) مَعْنَاهُ التَّرْغِيبُ فِي التَّدَبُّرِ لِيَعْلَمُوا بُطْلَانَ مَا هُمْ عَلَيْهِ.
وَثَانِيهَا: قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=86مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ) وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى الْأَمْرَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَإِنَّمَا قَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=87أَفَلَا تَتَّقُونَ ) تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28656_30336اتِّقَاءَ عَذَابِ اللَّهِ لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِتَرْكِ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَالِاعْتِرَافِ بِجَوَازِ الْإِعَادَةِ .
وَثَالِثُهَا: قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمَّا ذَكَرَ الْأَرْضَ أَوَّلًا وَالسَّمَاءَ ثَانِيًا عَمَّمَ الْحُكْمَ هَاهُنَا، فَقَالَ : مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ، وَيَدْخُلُ فِي الْمَلَكُوتِ الْمُلْكُ وَالْمِلْكُ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ، وَقَوْلُهُ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ) يُقَالُ: أَجَرْتُ فُلَانًا عَلَى فُلَانٍ : إِذَا أَغَثْتَهُ مِنْهُ وَمَنَعْتَهُ. يَعْنِي وَهُوَ يُغِيثُ مَنْ يَشَاءُ مِمَّنْ يَشَاءُ، وَلَا يُغِيثُ أَحَدٌ مِنْهُ أَحَدًا.
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=89فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ) فَالْمَعْنَى أَنَّى تُخْدَعُونَ عَنْ تَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ، وَالْخَادِعُ هُوَ الشَّيْطَانُ وَالْهَوَى. ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى بِقَوْلِهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=90بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ ) أَنَّهُ قَدْ بَالَغَ فِي الْحِجِاجِ عَلَيْهِمْ بِهَذِهِ الْآيَاتِ وَغَيْرِهَا وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ كَاذِبُونَ، وَذَلِكَ كَالتَّوَعُّدِ وَالتَّهْدِيدِ، وَقُرِئَ (أَتَيْتُهُمْ) وَ (أَتَيْتَهُمْ) بِالضَّمِّ وَالْفَتْحِ . وَهَاهُنَا سُؤَالَاتٌ:
السُّؤَالُ الْأَوَّلُ: قُرِئَ (قُلْ لِلَّهِ) فِي الْجَوَابِ الْأَوَّلِ بِاللَّامِ لَا غَيْرُ، وَقُرِئَ (اللَّهُ) فِي الْأَخِيرَيْنِ بِغَيْرِ اللَّامِ فِي مَصَاحِفِ
أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَالْكُوفَةِ وَالشَّامِ، وَبِاللَّامِ فِي مَصَاحِفِ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَمَا الْفَرْقُ؟ الْجَوَابُ: لَا فَرْقَ فِي الْمَعْنَى; لِأَنَّ قَوْلَكَ: مَنْ رَبُّهُ، وَلِمَنْ هُوَ؟ فِي مَعْنًى وَاحِدٍ.
السُّؤَالُ الثَّانِي: كَيْفَ قَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) ثُمَّ حَكَى عَنْهُمْ (سَيَقُولُونَ اللَّهُ) وَفِيهِ تَنَاقُضٌ؟ الْجَوَابُ: لَا تَنَاقُضَ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) لَا يَنْفِي عِلْمَهُمْ بِذَلِكَ. وَقَدْ يُقَالُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الْحِجَاجِ عَلَى وَجْهِ التَّأْكِيدِ لِعِلْمِهِمْ وَالْبَعْثِ عَلَى اعْتِرَافِهِمْ بِمَا يُورِدُ مِنْ ذَلِكَ.