الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه ؛ الكلمات - والله أعلم - اعتراف آدم - عليه السلام - وحواء بالذنب؛ لأنهما قالا: " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " ؛ اعترفا بذنبهما؛ وتابا؛ وفي هذه الآية موعظة لولدهما؛ وتعريفهم كيف السبيل إلى التنصل من الذنوب؛ وأنه لا ينفع إلا الاعتراف؛ والتوبة؛ لأن ترك الاعتراف بما حرم الله - عز وجل - حرام؛ وكفر بالله؛ فلا بد من الاعتراف مع التوبة؛ فينبغي أن يفهم هذا المعنى؛ فإنه من أعظم ما يحتاج إليه من الفوائد.

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ ابن كثير : " فتلقى آدم من ربه كلمات " ؛ والاختيار ما عليه الإجماع؛ [ ص: 117 ] وهو في العربية أقوى؛ لأن آدم تعلم هذه الكلمات؛ فقيل: " تلقى هذه الكلمات " ؛ والعرب تقول: " تلقيت هذا من فلان " ؛ المعنى: فهمي قيله من لفظه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية