الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون لولا [ ص: 264 ] ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون

                                                                                                                                                                                                الإثم : الكذب بدليل قوله تعالى : عن قولهم الإثم والعدوان : الظلم ، وقيل : الإثم كلمة الشرك ، وقولهم : عزير ابن الله ، وقيل : الإثم ما يختص بهم ، والعدوان : ما يتعداهم إلى غيرهم ، والمسارعة في الشيء : الشروع فيه بسرعة لبئس ما كانوا يصنعون كأنهم جعلوا آثم من مرتكبي المناكير لأن كل عامل لا يسمى صانعا ، ولا كل عمل يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه ، وكأن المعنى في ذلك أن مواقع المعصية معه الشهوة التي تدعوه إليها وتحمله على ارتكابها ، وأما الذي ينهاه فلا شهوة معه في فعل غيره ، فإذا فرط في الإنكار كان أشد حالا من المواقع ، ولعمري إن هذه الآية مما يقذ السامع وينعي على العلماء توانيهم ، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : هي أشد آية في القرآن ، وعن الضحاك : ما في القرآن آية أخوف عندي منها .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية