الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم ( 21 ) )

يقول - تعالى ذكره - : أم لهؤلاء المشركين بالله شركاء في شركهم وضلالتهم ( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) يقول : ابتدعوا لهم من الدين ما لم يبح الله لهم ابتداعه ( ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم ) يقول - تعالى ذكره - : ولولا السابق من الله في أنه لا يعجل لهم العذاب في الدنيا ، وأنه مضى من قيله إنهم مؤخرون بالعقوبة إلى قيام الساعة ، لفرغ من الحكم بينكم وبينهم بتعجيله العذاب لهم في الدنيا ، ولكن لهم في الآخرة من العذاب الأليم ، كما قال - جل ثناؤه - : ( وإن الظالمين لهم عذاب أليم ) يقول : وإن الكافرين بالله لهم يوم القيامة عذاب مؤلم موجع .

التالي السابق


الخدمات العلمية