الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2787 حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17309يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن nindex.php?page=showalam&ids=24سمرة بن جندب nindex.php?page=hadith&LINKID=674328أما بعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=30561_8371من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله
[ ص: 376 ]
( سليمان بن موسى أبو داود ) : بدل من سليمان ، فسليمان اسمه وأبو داود كنيته ، وهو الزهري الكوفي خراساني الأصل نزل الكوفة ثم الدمشق .
قال أبو حاتم : محله الصدق صالح الحديث ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي : صويلح الحديث ، وقال ابن حجر : فيه لين ، ووهم العلامة المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير فقال : حديث سمرة بن جندب حسنه السيوطي وفيه سليمان بن موسى الأموي الأشدق .
قال في الكاشف : ليس بالقوي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : له مناكير انتهى .
وقد عرفت أن nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى الذي وقع في سنده هو أبو داود الزهري وليس هو سليمان الأموي الأشدق ( سليمان بن سمرة ) : بدل من أبيه ( من جامع ) : بصيغة الماضي على وزن قاتل ، هكذا في جميع النسخ وهو المحفوظ .
قال أصحاب اللغة : جامعه على كذا اجتمع معه ووافقه انتهى ( المشرك ) : بالله والمراد الكفار ، ونص على المشرك لأنه الأغلب حينئذ والمعنى من اجتمع مع المشرك ووافقه ورافقه ومشى معه .
قال المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير : وقيل معناه نكح الشخص المشرك يعني إذا nindex.php?page=treesubj&link=11456_11005أسلم فتأخرت عنه زوجته المشركة حتى بانت منه ، فحذر من وطئه إياها .
ويؤيده ما روي عن سمرة بن جندب مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=753251لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فهو منهم انتهى .
وقد ضبط بعضهم هذه الجملة بلفظ " من جاء مع المشرك " أي أتى معه مناصرا وظهيرا له ، فجاء فعل ماض ، ومع المشرك جار ومجرور .
قاله أيضا [ ص: 377 ] المناوي .
قال الشارح في غاية المقصود : والصحيح المعتمد لفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=753252من جامع المشرك " فالمشرك هو مفعول جامع ، وأيضا معناه الأول هو القوي ( وسكن معه ) : أي في ديار الكفر ( فإنه مثله ) : أي من بعض الوجوه لأن nindex.php?page=treesubj&link=28802الإقبال على عدو الله وموالاته توجب إعراضه عن الله ، ومن أعرض عنه تولاه الشيطان ونقله إلى الكفر .
وفي الزهد لأحمد عن ابن دينار ( أوحى الله إلى نبي من الأنبياء قل لقومك لا تدخلوا مداخل أعدائي ولا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تركبوا مراكب أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي ) : كذا في فتح القدير للمناوي .
وقال العلقمي في الكوكب المنير شرح الجامع الصغير حديث سمرة إسناده حسن وفيه وجوب الهجرة على من قدر عليها ولم يقدر على إظهار الدين أسيرا كان أو حربيا ، فإن المسلم مقهور مهان بينهم ، وإن انكفوا عنه فإنه لا يأمن بعد ذلك أن يؤذوه أو يفتنوه عن دينه .
وحق على المسلم أن يكون مستظهرا بأهل دينه وفي حديث عند الطبراني nindex.php?page=hadith&LINKID=753253أنا بريء من كل مسلم مع مشرك وفي معناه أحاديث انتهى .
قال الإمام ابن تيمية : المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة ، والمشابهة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافا وإن بعد الزمان والمكان ، وهذا أمر محسوس ، فمرافقتهم ومساكنتهم ولو قليلا سبب لنوع ما من انتساب أخلاقهم التي هي ملعونة ، وما كان مظنة لفساد خفي غير منضبط علق الحكم به وأدير التحريم عليه ، فمساكنتهم في الظاهر سبب ومظنة لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل في نفس الاعتقادات ، فيصير مساكن الكافر مثله وأيضا المشاركة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في [ ص: 378 ] الظاهر ، وهذا مما يشهد به الحس ، فإن الرجلين إذا كانا من بلد واجتمعا في دار غربة كان بينهما من المودة والائتلاف أمر عظيم بموجب الطبع .
وقال ابن القيم في كتاب الهدي النبوي : ومنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من nindex.php?page=treesubj&link=23227_17912إقامة المسلم بين المشركين إذا قدر على الهجرة من بينهم وقال nindex.php?page=hadith&LINKID=753254أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قيل يا رسول الله ولم ؟ قال لا تراءى ناراهما وقال nindex.php?page=hadith&LINKID=753252من جامع مع المشرك وسكن معه فهو مثله وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=753255لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=753256ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ، يلفظهم أرضوهم ، تقذرهم نفس الله ويحشرهم الله مع القردة والخنازير " انتهى .
قال المنذري بعد إيراد حديث سمرة : قد تقدم نحوه ، والكلام عليه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله .
انتهى .
[ ص: 376 ] 182 - باب في الإقامة بأرض الشرك
هل يجوز للمسلم .
( سليمان بن موسى أبو داود ) : بدل من سليمان ، فسليمان اسمه وأبو داود كنيته ، وهو الزهري الكوفي خراساني الأصل نزل الكوفة ثم الدمشق .
قال أبو حاتم : محله الصدق صالح الحديث ، وذكره nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في الثقات .
قال الذهبي : صويلح الحديث ، وقال ابن حجر : فيه لين ، ووهم العلامة المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير فقال : حديث سمرة بن جندب حسنه السيوطي وفيه سليمان بن موسى الأموي الأشدق .
قال في الكاشف : ليس بالقوي .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : له مناكير انتهى .
وقد عرفت أن nindex.php?page=showalam&ids=16047سليمان بن موسى الذي وقع في سنده هو أبو داود الزهري وليس هو سليمان الأموي الأشدق ( سليمان بن سمرة ) : بدل من أبيه ( من جامع ) : بصيغة الماضي على وزن قاتل ، هكذا في جميع النسخ وهو المحفوظ .
قال أصحاب اللغة : جامعه على كذا اجتمع معه ووافقه انتهى ( المشرك ) : بالله والمراد الكفار ، ونص على المشرك لأنه الأغلب حينئذ والمعنى من اجتمع مع المشرك ووافقه ورافقه ومشى معه .
قال المناوي في فتح القدير شرح الجامع الصغير : وقيل معناه نكح الشخص المشرك يعني إذا nindex.php?page=treesubj&link=11456_11005أسلم فتأخرت عنه زوجته المشركة حتى بانت منه ، فحذر من وطئه إياها .
ويؤيده ما روي عن سمرة بن جندب مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=753251لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فهو منهم انتهى .
وقد ضبط بعضهم هذه الجملة بلفظ " من جاء مع المشرك " أي أتى معه مناصرا وظهيرا له ، فجاء فعل ماض ، ومع المشرك جار ومجرور .
قاله أيضا [ ص: 377 ] المناوي .
قال الشارح في غاية المقصود : والصحيح المعتمد لفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=753252من جامع المشرك " فالمشرك هو مفعول جامع ، وأيضا معناه الأول هو القوي ( وسكن معه ) : أي في ديار الكفر ( فإنه مثله ) : أي من بعض الوجوه لأن nindex.php?page=treesubj&link=28802الإقبال على عدو الله وموالاته توجب إعراضه عن الله ، ومن أعرض عنه تولاه الشيطان ونقله إلى الكفر .
وفي الزهد لأحمد عن ابن دينار ( أوحى الله إلى نبي من الأنبياء قل لقومك لا تدخلوا مداخل أعدائي ولا تلبسوا ملابس أعدائي ولا تركبوا مراكب أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي ) : كذا في فتح القدير للمناوي .
وقال العلقمي في الكوكب المنير شرح الجامع الصغير حديث سمرة إسناده حسن وفيه وجوب الهجرة على من قدر عليها ولم يقدر على إظهار الدين أسيرا كان أو حربيا ، فإن المسلم مقهور مهان بينهم ، وإن انكفوا عنه فإنه لا يأمن بعد ذلك أن يؤذوه أو يفتنوه عن دينه .
وحق على المسلم أن يكون مستظهرا بأهل دينه وفي حديث عند الطبراني nindex.php?page=hadith&LINKID=753253أنا بريء من كل مسلم مع مشرك وفي معناه أحاديث انتهى .
قال الإمام ابن تيمية : المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة ، والمشابهة في الهدي الظاهر توجب مناسبة وائتلافا وإن بعد الزمان والمكان ، وهذا أمر محسوس ، فمرافقتهم ومساكنتهم ولو قليلا سبب لنوع ما من انتساب أخلاقهم التي هي ملعونة ، وما كان مظنة لفساد خفي غير منضبط علق الحكم به وأدير التحريم عليه ، فمساكنتهم في الظاهر سبب ومظنة لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال المذمومة بل في نفس الاعتقادات ، فيصير مساكن الكافر مثله وأيضا المشاركة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في [ ص: 378 ] الظاهر ، وهذا مما يشهد به الحس ، فإن الرجلين إذا كانا من بلد واجتمعا في دار غربة كان بينهما من المودة والائتلاف أمر عظيم بموجب الطبع .
وقال ابن القيم في كتاب الهدي النبوي : ومنع رسول الله صلى الله عليه وسلم من nindex.php?page=treesubj&link=23227_17912إقامة المسلم بين المشركين إذا قدر على الهجرة من بينهم وقال nindex.php?page=hadith&LINKID=753254أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قيل يا رسول الله ولم ؟ قال لا تراءى ناراهما وقال nindex.php?page=hadith&LINKID=753252من جامع مع المشرك وسكن معه فهو مثله وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=753255لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=753256ستكون هجرة بعد هجرة ، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم ، ويبقى في الأرض شرار أهلها ، يلفظهم أرضوهم ، تقذرهم نفس الله ويحشرهم الله مع القردة والخنازير " انتهى .
قال المنذري بعد إيراد حديث سمرة : قد تقدم نحوه ، والكلام عليه في حديث nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله .