5129 (41)
كتاب الفتن وأشراط الساعة
(1) باب
إقبال الفتن ونزولها
كمواقع القطر ومن أين تجيء
[ 2777 ] عن زينب بنت جحش - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - قالت : فتح اليوم من ردم لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، يأجوج ومأجوج مثل هذه ، وحلق بإصبعيه : الإبهام والتي تليها .
قالت : فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث . خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فزعا محمرا وجهه يقول :
رواه أحمد (7 \ 428) ، والبخاري (3346) ، ومسلم (2880) (2) ، والترمذي (2187) ، وابن ماجه (3953) .
كتاب الفتن وأشراط الساعة
- باب إقبال الفتن ونزولها كمواقع القطر ومن أين تجيء
- باب الفرار من الفتن وكسر السلاح فيها وما جاء أن القاتل والمقتول في النار
- باب لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وحتى يكثر الهرج وجعل بأس هذه الأمة بينها
- باب إخبار النبي بما يكون إلى قيام الساعة
- باب في الفتنة التي تموج موج البحر وفي ثلاث فتن لا يكدن يذرن شيئا
- باب ما فتح من ردم يأجوج ومأجوج ويغزو البيت جيش فيخسف به
- باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب
- باب لا تقوم الساعة حتى تفتح قسطنطينية وتكون ملحمة عظيمة ويخرج الدجال ويقتله عيسى ابن مريم
- باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس وما يفتح للمسلمين مع ذلك
- باب الآيات العشر التي تكون قبل الساعة وبيان أولها
- باب أمور تكون بين يدي الساعة
- باب الخليفة الكائن في آخر الزمان وفيمن يهلك أمة النبي صلى الله عليه وسلم
- باب ما ذكر من أن ابن صياد الدجال
- باب في صفة الدجال وما يجيء معه من الفتن
- باب في هوان الدجال على الله تعالى وأنه لا يدخل مكة والمدينة ومن يتبعه من اليهود
- باب حديث الجساسة وما فيه من ذكر الدجال
- باب كيف يكون انقراض هذا الخلق وقرب الساعة وكم بين النفختين
- باب المبادرة بالعمل الصالح والفتن وفضل العبادة في الهرج
- باب إغراء الشيطان بالفتن
- باب في قوله عليه الصلاة والسلام لتتبعن سنن الذين من قبلكم وهلك المتنطعون
التالي
السابق
[ ص: 206 ] (41)
كتاب الفتن والأشراط
[ (1) باب إقبال الفتن ونزولها كمواقع القطر ، ومن أين تجيء ]
(قوله صلى الله عليه وسلم : " ") هذا تنبيه على الاختلاف والفتن والهرج الواقع في العرب ، وأول ذلك قتل ويل للعرب من شر قد اقترب - رضي الله عنه - ولذلك أخبر عنه بالقرب ، ثم لم يزل كذلك إلى أن صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة ، عثمان
[ ص: 207 ] كما قال في الحديث الآخر : " " . قال ذلك مخاطبا للعرب ، ولهم خاطب أيضا بقوله : " أوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر " .
و (قوله : " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ") الردم : هو السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج ، ويهمزان ولا يهمزان لغتان . وقرئ بهما ، فمن همزهما جعلهما من أجيج النار ، وهو ضوءها وحرارتها ، وسموا بذلك لكثرتهم وشدتهم ، وقيل : من الأجاج ، وهو الماء الشديد الملوحة ، وقيل : هما اسمان أعجميان غير مشتقين . قال مقاتل : هم من ولد يافث بن نوح -عليه السلام - الضحاك : من الترك . كعب : احتلم آدم - عليه السلام - فاختلط ماؤه بالتراب فأسف ، فخلقوا من ذلك ، وفيه نظر ; لأن الأنبياء لا يحتلمون . وذكر في كتابه المسمى بعيون المعاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الغزنوي يأجوج أمة لها أربعمائة أمير ، وكذلك مأجوج ، لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف فارس من ولده . صنف منهم كالأرز طولهم مائة وعشرون ذراعا ، وصنف يفترش أذنه ويلتحف بالأخرى ، لا يمرون بفيل ولا خنزير إلا أكلوه ، ويأكلون من مات منهم . مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق ، وبحيرة طبرية ، فيمنعهم الله من مكة والمدينة وبيت المقدس " . وقال - رضي الله عنه - : وصنف منهم في طول شبر ، لهم مخالب وأنياب السباع ، وتداعي الحمام ، وتسافد البهائم ، وعواء الذئب ، وشعور تقيهم الحر والبرد ، وآذان عظام ، إحداها وبرة يشتون فيها ، والأخرى جلدة يصيفون فيها ، يحفرون السد حتى كادوا ينقبونه ، فيعيده الله كما كان ، حتى يقولوا : ننقبه غدا - إن شاء الله - فينقبون ويخرجون ، [ ص: 208 ] ويتحصن الناس بالحصون ، فيرمون إلى السماء ، فيرد إليهم السهم ملطخا بالدم ، ثم يهلكهم الله بالنغف في رقابهم ، يعني : الدود . علي
قلت : وسيأتي من أخبارهم الصحيحة ما يشهد بالصحة لأكثر هذين الحديثين .
و (قوله : " مثل هذه - وحلق بأصبعيه : الإبهام والتي تليها - ") هذا إخبار وتفسير من الصحابة التي شاهدت إشارة النبي صلى الله عليه وسلم . ثم إن الرواة بعدهم عبروا عن ذلك باصطلاح الحساب ، فقال بعضهم : وعقد سفيان بيده عشرة ، وقال بعضهم : وعقد وهيب بيده تسعين ، وهذا تقريب في العبارة . والحاصل : أن الذي فتحوا من السد قليل ، وهم مع ذلك لم يلهمهم الله أن يقولوا : غدا نفتحه إن شاء الله تعالى ، فإذا قالوها خرجوا ، والله أعلم .
و (قوله : ") رويناه بفتح الباء وهو اسم للزنى . قال القاضي : العرب تسمي الزنى خبثا وخبيثة ، ومنه في المخدج : أنه وجد مع أمة يخبث بها ، أي : يزني بها ، وهو أحد التأويلين في قوله تعالى : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : " نعم إذا كثر الخبث الخبيثات للخبيثين [ النور : 26 ] وقيل : هو الفسوق والفجور ، ويروى : الخبث ، بسكون الباء ، وهو مصدر ، يقال : خبث الرجل خبثا ، فهو [ ص: 209 ] خبيث ، وأخبثه غيره : علمه الخبث . وقد تقدم أن الله تعالى إذا أهلك قوما مهلكا واحدا بعثهم على نياتهم .
كتاب الفتن والأشراط
[ (1) باب إقبال الفتن ونزولها كمواقع القطر ، ومن أين تجيء ]
(قوله صلى الله عليه وسلم : " ") هذا تنبيه على الاختلاف والفتن والهرج الواقع في العرب ، وأول ذلك قتل ويل للعرب من شر قد اقترب - رضي الله عنه - ولذلك أخبر عنه بالقرب ، ثم لم يزل كذلك إلى أن صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة ، عثمان
[ ص: 207 ] كما قال في الحديث الآخر : " " . قال ذلك مخاطبا للعرب ، ولهم خاطب أيضا بقوله : " أوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر " .
و (قوله : " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه ") الردم : هو السد الذي بناه ذو القرنين على يأجوج ومأجوج ، ويهمزان ولا يهمزان لغتان . وقرئ بهما ، فمن همزهما جعلهما من أجيج النار ، وهو ضوءها وحرارتها ، وسموا بذلك لكثرتهم وشدتهم ، وقيل : من الأجاج ، وهو الماء الشديد الملوحة ، وقيل : هما اسمان أعجميان غير مشتقين . قال مقاتل : هم من ولد يافث بن نوح -عليه السلام - الضحاك : من الترك . كعب : احتلم آدم - عليه السلام - فاختلط ماؤه بالتراب فأسف ، فخلقوا من ذلك ، وفيه نظر ; لأن الأنبياء لا يحتلمون . وذكر في كتابه المسمى بعيون المعاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الغزنوي يأجوج أمة لها أربعمائة أمير ، وكذلك مأجوج ، لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف فارس من ولده . صنف منهم كالأرز طولهم مائة وعشرون ذراعا ، وصنف يفترش أذنه ويلتحف بالأخرى ، لا يمرون بفيل ولا خنزير إلا أكلوه ، ويأكلون من مات منهم . مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق ، وبحيرة طبرية ، فيمنعهم الله من مكة والمدينة وبيت المقدس " . وقال - رضي الله عنه - : وصنف منهم في طول شبر ، لهم مخالب وأنياب السباع ، وتداعي الحمام ، وتسافد البهائم ، وعواء الذئب ، وشعور تقيهم الحر والبرد ، وآذان عظام ، إحداها وبرة يشتون فيها ، والأخرى جلدة يصيفون فيها ، يحفرون السد حتى كادوا ينقبونه ، فيعيده الله كما كان ، حتى يقولوا : ننقبه غدا - إن شاء الله - فينقبون ويخرجون ، [ ص: 208 ] ويتحصن الناس بالحصون ، فيرمون إلى السماء ، فيرد إليهم السهم ملطخا بالدم ، ثم يهلكهم الله بالنغف في رقابهم ، يعني : الدود . علي
قلت : وسيأتي من أخبارهم الصحيحة ما يشهد بالصحة لأكثر هذين الحديثين .
و (قوله : " مثل هذه - وحلق بأصبعيه : الإبهام والتي تليها - ") هذا إخبار وتفسير من الصحابة التي شاهدت إشارة النبي صلى الله عليه وسلم . ثم إن الرواة بعدهم عبروا عن ذلك باصطلاح الحساب ، فقال بعضهم : وعقد سفيان بيده عشرة ، وقال بعضهم : وعقد وهيب بيده تسعين ، وهذا تقريب في العبارة . والحاصل : أن الذي فتحوا من السد قليل ، وهم مع ذلك لم يلهمهم الله أن يقولوا : غدا نفتحه إن شاء الله تعالى ، فإذا قالوها خرجوا ، والله أعلم .
و (قوله : ") رويناه بفتح الباء وهو اسم للزنى . قال القاضي : العرب تسمي الزنى خبثا وخبيثة ، ومنه في المخدج : أنه وجد مع أمة يخبث بها ، أي : يزني بها ، وهو أحد التأويلين في قوله تعالى : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : " نعم إذا كثر الخبث الخبيثات للخبيثين [ النور : 26 ] وقيل : هو الفسوق والفجور ، ويروى : الخبث ، بسكون الباء ، وهو مصدر ، يقال : خبث الرجل خبثا ، فهو [ ص: 209 ] خبيث ، وأخبثه غيره : علمه الخبث . وقد تقدم أن الله تعالى إذا أهلك قوما مهلكا واحدا بعثهم على نياتهم .