الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3103 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب عن nindex.php?page=showalam&ids=16313عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن nindex.php?page=showalam&ids=16449عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس قال قال nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف nindex.php?page=hadith&LINKID=674620سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول nindex.php?page=treesubj&link=32163_32164إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه يعني الطاعون
( إذا سمعتم به ) : أي بالطاعون كما في رواية أخرى ( بأرض ) : أي إذا بلغكم [ ص: 282 ] وقوعه في بلدة أو محلة ( فلا تقدموا عليه ) : بضم التاء من الإقدام ويجوز فتح التاء والدال من باب سمع . قال الزرقاني في شرح الموطأ لا تقدموا بفتح أوله وثالثه وروي بضم الأول وكسر الثالث انتهى . وفي رواية أخرى nindex.php?page=hadith&LINKID=753378فلا تدخلوا عليه أي يحرم عليكم ذلك لأن الإقدام عليه جراءة على خطر وإيقاع للنفس في التهلكة والشرع ناه عن ذلك ، قال تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=195ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ( وإذا وقع ) : أي الطاعون ( وأنتم ) : أي والحال أنتم ( بها ) : بذلك الأرض ( فرارا ) : أي بقصد الفرار ( منه ) : فإن ذلك حرام لأنه فرار من القدر وهو لا ينفع ، والثبات تسليم لما لم يسبق منه اختيار فيه فإن لم يقصد فرارا بل خرج لنحو حاجة لم يحرم . قاله المناوي في التيسير ( يعني الطاعون ) : الطاعون بوزن فاعول من الطعن عدلوا به عن أصله ووضعوه دالا على الموت العام كالوباء ويقال طعن فهو مطعون وطعين إذا أصابه الطاعون ، وإذا أصابه الطعن بالرمح فهو مطعون هذا كلام الجوهري . وقال الخليل : nindex.php?page=treesubj&link=26327الطاعون الوباء . وقال صاحب النهاية : الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء وتفسد به الأمزجة والأبدان . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12815أبو بكر بن العربي : الطاعون الوجع الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11927أبو الوليد الباجي : هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات بخلاف المعتاد من أمراض الناس ، ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات ، فتكون الأمراض مختلفة . وقال عياض : أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد ، والوباء عموم الأمراض فسميت طاعونا لشبهها بها في الهلاك وإلا فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعونا . وقال النووي : هو بثر وورم مؤلم جدا يخرج مع لهب ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة شديدة بنفسجية كدرة ويحصل معه خفقان وقيء ، ويخرج غالبا في المراق والآباط ، nindex.php?page=treesubj&link=26329وقد يخرج في الأيدي والأصابع وسائر الجسد . وقال جماعة من الأطباء منهم nindex.php?page=showalam&ids=13251أبو علي بن سينا : الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا nindex.php?page=treesubj&link=26329يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف [ ص: 283 ] الأذن أو عند الأرنبة . قاله الحافظ في الفتح . والمراد بالطاعون المذكور في الحديث الذي ورد في الهرب عنه الوعيد هو الوباء وكل موت عام . قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي في قوله عليه السلام : " لا تقدموا عليه " إثبات الحذر والنهي عن التعرض للتلف ، وفي قوله عليه السلام لا تخرجوا فرارا منه إثبات التوكل والتسليم لأمر الله تعالى وقضائه فأحد الأمرين تأديب وتعليم ، والآخر تفويض وتسليم انتهى .
وقال المنذري : والحديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم مطولا ، واختلف السلف في ذلك فمنهم من أخذ بظاهر الحديث وهم الأكثر . وعن عائشة قالت هو كالفرار من الزحف .
ومنهم nindex.php?page=treesubj&link=32164_17410من دخل إلى بلاد الطاعون وخرج عنها ، وروي هذا المذهب عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وأنه ندم على خروجه من سرغ .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري ومسروق nindex.php?page=showalam&ids=13704والأسود بن هلال أنهم فروا من الطاعون . وروي عن عمرو بن العاص نحوه . وقال بعض أهل العلم : لم ينه عن دخول أرض الطاعون والخروج عنها مخافة أن يصيبه غير ما كتب عليه ، أو يهلك قبل أجله لكن حذار الفتنة على الحي من أن يظن أن هلاك من هلك لأجل قدومه ، ونجاة من نجا لفراره ، وهذا نحو نهيه عن الطيرة والقرب من المجذوم مع قوله nindex.php?page=hadith&LINKID=753379لا عدوى . وقد روي عن ابن مسعود أنه قال : الطاعون فتنة على المقيم وعلى الفار ، أما الفار فيقول فررت فنجوت ، وأما المقيم فيقول أقمت فمت انتهى كلام المنذري .
وأخرج مالك والشيخان من طريقه عن أسامة بن زيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=753380nindex.php?page=treesubj&link=17410_32164الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم ، فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه .
وأخرج الشيخان من حديث أنس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=752030الطاعون شهادة لكل مسلم .
وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن عائشة قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=753381سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فقال كان عذابا يبعثه الله على من كان قبلكم فجعله الله رحمة للمؤمنين ، ما من عبد يكون في بلد فيكون فيه فيمكث لا يخرج صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد ويجيء بعض الروايات بعد الأبواب .