الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
منقبة عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: ضمني النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صدره، فقال: « اللهم علمه الحكمة ، وفي رواية: « علمه الكتاب » رواه البخاري .

قيل: المراد بالحكمة: إتقان العلم والعمل، والصواب أن المراد بها: علم السنة، ويدل له الرواية الأخرى عنه مرفوعة: « اللهم فقهه في الدين » متفق عليه.

وفي حديث آخر عنه: أنه قال: «دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يؤتيني الله الحكمة مرتين . رواه الترمذي .

وعنه: أنه رأى جبريل مرتين، ودعا [له] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرتين. أخرجه الترمذي أيضا.

قيل: مرة بلفظ «الحكمة»، ومرة بلفظ «الفقه»، وهذا يدل على أن المراد بها وبالفقه: علم الحديث. [ ص: 466 ] وإذا جمعت بين هذه الأخبار، عرفت أن الدعاء بلغ الإجابة، ولهذا يقال له: ترجمان القرآن، وحبر الأمة. كان علما من أعلام الأئمة، عارفا بالقرآن والحديث، عاملا بهما، ولم يكن يعرف هذا الفقه المرسوم. وقد تقدم في هذا الكتاب أن المراد بالفقه في أحاديث النبي-صلى الله عليه وسلم- وبالحكمة في القرآن والسنة: هو الحديث. وأن لفظ الفقه مما بدل معناه في اصطلاح المتأخرين، والسلف لا يفهمون منه إلا فهم الكتاب والسنة، فافهم، ولا تكن من الممترين، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية