الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8074 ) فصل : فإن اختلف السبب والنية ، مثل أن امتنت عليه امرأته بغزلها ، فحلف أن لا يلبس ثوبا من غزلها ، ينوي اجتناب اللبس خاصة ، دون الانتفاع بثمنه وغيره ، قدمت النية على السبب ، وجها واحدا ; لأن النية وافقت مقتضى اللفظ . وإن نوى بيمينه ثوبا واحدا ، فكذلك في ظاهر كلام الخرقي .

                                                                                                                                            وقال القاضي : يقدم السبب ; لأن اللفظ ظاهر في العموم ، والسبب يؤكد ذلك الظاهر ويقويه ; لأن السبب هو الامتنان ، وظاهر حاله قطع النية ، فلا يلتفت إلى نيته المخالفة للظاهرين ، والأول أصح ; لأن السبب إنما اعتبر لدلالته على القصد ، فإذا خالف حقيقة القصد ، لم يعتبر ، وكان وجوده كعدمه ، فلم يبق إلا لفظه بعمومه ، والنية تخصه ، على ما بيناه فيما مضى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية