الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 171 ] ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي موسى بمغفرة ذنوبه

                                                                                                                          7198 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس ، فلقي دريد بن الصمة ، فقتل دريدا وهزم الله أصحابه ، ورمي أبو عامر في ركبته ، رماه رجل [ ص: 172 ] من بني جشم بسهم ، فأثبته في ركبته ، فانتهيت إليه ، فقلت : يا عم من رماك ؟ فأشار إلى أن ذاك قاتلي ، يريد ذلك الذي رماني ، قال أبو موسى : فقصدت له فلحقته ، فلما رآني ولى عني ذاهبا ، فاتبعته وجعلت أقول : ألا تستحي ، ألا تثبت ؟ ألا تستحي ؟ ألست عربيا ؟ فكف فالتقيت أنا وهو فاختلفنا ، فضربته بالسيف ، فقتلته ، ثم رجعت ، فقلت : قد قتل الله صاحبك قال : فانزع هذا السهم ، فنزعته ، فنزل منه الماء ، فقال : يا ابن أخي ، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقرئه مني السلام ، وقل له : يقول لك : استغفر لي ، قال : واستخلفني أبو عامر ومكث يسيرا ، ثم إنه مات ، فلما رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدخلت عليه وهو في بيت على سرير ، وقد أثر السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنبيه ، فأخبرته خبرنا وخبر أبي عامر ، وقلت له : إنه قال : قل له يستغفر لي قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء ، فتوضأ منه ورفع يديه ، ثم قال : اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ، اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ، فقلت : ولي يا رسول الله ، فاستغفر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه ، وأدخله مدخلا كريما ، قال أبو بردة : أحدهما لأبي عامر ، [ ص: 173 ] وأحدهما لأبي موسى .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية