الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة
2600 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11997زهير بن حرب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15628جرير عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش عن nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=661713دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=12137وأبو كريب قالا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية ح وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=16609علي بن حجر السعدي nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحق بن إبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=16616وعلي بن خشرم جميعا عن nindex.php?page=showalam&ids=16753عيسى بن يونس كلاهما عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير وقال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما
[ ص: 116 ]
[ ص: 116 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنما أنا بشر ، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ) وفي رواية : ( أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة ) وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507402فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته اجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507403إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر ، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه ، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507404إني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، وأغضب كما يغضب البشر ، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة هذه الأحاديث مبينة nindex.php?page=treesubj&link=19963ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته ، والاعتناء بمصالحهم ، والاحتياط لهم ، والرغبة في كل ما ينفعهم . وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة ، وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه ، وكان مسلما ، وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين ، ولم يكن ذلك لهم رحمة . فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟ فالجواب ما أجاب به العلماء ، ومختصره وجهان : أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى ، وفي باطن الأمر ، ولكنه في الظاهر مستوجب له ، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ، ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك ، وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر ، والله يتولى السرائر . والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود ، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية ، كقوله : تربت يمينك ، وعقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية nindex.php?page=hadith&LINKID=3507405لا أشبع الله بطنك ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ، فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة ، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة ، وقربة وطهورا وأجرا ، [ ص: 117 ] وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه ، وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507406ادع على دوس ، فقال : اللهم اهد دوسا وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507407اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون والله أعلم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( أغضب كما يغضب البشر ) فقد يقال : ظاهره أن السب ونحوه كان بسبب الغضب ، وجوابه ما ذكره المازري قال : يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد أي دعاءه وسبه وجلده كان مما يخير فيه بين أمرين : أحدهما هذا الذي فعله ، والثاني : زجره بأمر آخر ، فحمله الغضب لله تعالى على أحد الأمرين المتخير فيهما ، وهو سبه أو لعنه وجلده ونحو ذلك ، وليس ذلك خارجا عن حكم الشرع والله أعلم .
[ ص: 118 ] ومعنى ( اجعلها له صلاة ) أي رحمة كما في الرواية الأخرى ، والصلاة من الله تعالى : الرحمة .
قوله : ( جلده ) قال : وهي لغة nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وإنما هي جلدته . معناه أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وهي المشهورة لعامة العرب ( جلدته ) بالتاء ، ولغة nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( جلده ) بتشديد الدال على إدغام المثلين وهو جائز .
قوله : ( سالم مولى النصريين ) بالنون والصاد المهملة سبق بيانه مرات .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق ابن أبي طلحة ) هكذا هو في جميع النسخ ، وهو صحيح ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة نسبه إلى جده .
قوله : ( كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس ) فقوله : ( وهي أم أنس ) يعني nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم هي أم أنس .
قوله : ( فقال لليتيمة أنت هيه ) هو بفتح الياء وإسكان الهاء وهي هاء السكت .
[ ص: 119 ] قولها : ( لا يكبر سني ، أو قالت : قرني ) بفتح القاف ، وهو نظيرها في العمر . قال القاضي : معناه لا يطول عمرها ; لأنه إذا طال عمره طال عمر قرنه ، وهذا الذي قال فيه نظر ; لأنه لا يلزم من طول عمر أحد القرنين طول عمر الآخر ، فقد يكون سنهما واحدا ، ويموت أحدهما قبل الآخر .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم لها : ( لا كبر سنك ) فلم يرد به حقيقة الدعاء ، بل هو جار على ما قدمناه في ألفاظ هذا الباب .
قوله : ( تلوث خمارها ) هو بالمثلثة في آخره أي تديره على رأسها .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=11989أبي حمزة القصاب عن ابن عباس ) nindex.php?page=showalam&ids=11989أبو حمزة هذا بالحاء والزاي اسمه عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي القصاب بياع القصب . قالوا : وليس له عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث ، وله عن ابن عباس من قوله أنه يكره مشاركة المسلم اليهودي ، وكل ما في الصحيحين أبو جمرة عن ابن عباس فهو بالجيم والراء ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=11969نصر بن عمران الضبعي ، إلا هذا القصاب فله في مسلم هذا الحديث وحده ، لا ذكر له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
[ ص: 120 ] قوله : ( عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطأة ، وقال : " اذهب ادع لي معاوية ) وفسر الراوي أي قفدني . أما ( حطأني ) فبحاء ثم طاء مهملتين وبعدها همزة ، و ( قفدني ) بقاف ثم فاء ثم دال مهملة . وقوله : ( حطأة ) بفتح الحاء وإسكان الطاء بعدها همزة ، وهو الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين ، وإنما فعل هذا nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس ملاطفة وتأنيسا . وأما دعاؤه على معاوية أن لا يشبع حين تأخر ففيه الجوابان السابقان : أحدهما أنه جرى على اللسان بلا قصد ، والثاني أنه عقوبة له لتأخره . وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له . وفي هذا الحديث جواز nindex.php?page=treesubj&link=27232ترك الصبيان يلعبون بما ليس بحرام . وفيه nindex.php?page=treesubj&link=26926اعتماد الصبي فيما يرسل فيه من دعاء إنسان ونحوه من حمل هدية ، وطلب حاجة ، وأشباهه . وفيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=26926إرسال صبي غيره ممن يدل عليه في مثل هذا ، ولا يقال : هذا تصرف في منفعة الصبي ; لأن هذا قدر يسير ورد الشرع بالمسامحة به للحاجة ، واطرد به العرف وعمل المسلمين . والله أعلم .
[ ص: 116 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إنما أنا بشر ، فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا ) وفي رواية : ( أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة ) وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507402فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته اجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507403إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر ، وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه ، فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة وفي رواية : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507404إني اشترطت على ربي فقلت : إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر ، وأغضب كما يغضب البشر ، فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة هذه الأحاديث مبينة nindex.php?page=treesubj&link=19963ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته ، والاعتناء بمصالحهم ، والاحتياط لهم ، والرغبة في كل ما ينفعهم . وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة ، وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه ، وكان مسلما ، وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين ، ولم يكن ذلك لهم رحمة . فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟ فالجواب ما أجاب به العلماء ، ومختصره وجهان : أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى ، وفي باطن الأمر ، ولكنه في الظاهر مستوجب له ، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ، ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك ، وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر ، والله يتولى السرائر . والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود ، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية ، كقوله : تربت يمينك ، وعقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية nindex.php?page=hadith&LINKID=3507405لا أشبع الله بطنك ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ، فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة ، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة ، وقربة وطهورا وأجرا ، [ ص: 117 ] وإنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا ولا منتقما لنفسه ، وقد سبق في هذا الحديث أنهم قالوا : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507406ادع على دوس ، فقال : اللهم اهد دوسا وقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3507407اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون والله أعلم .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( أغضب كما يغضب البشر ) فقد يقال : ظاهره أن السب ونحوه كان بسبب الغضب ، وجوابه ما ذكره المازري قال : يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد أي دعاءه وسبه وجلده كان مما يخير فيه بين أمرين : أحدهما هذا الذي فعله ، والثاني : زجره بأمر آخر ، فحمله الغضب لله تعالى على أحد الأمرين المتخير فيهما ، وهو سبه أو لعنه وجلده ونحو ذلك ، وليس ذلك خارجا عن حكم الشرع والله أعلم .
[ ص: 118 ] ومعنى ( اجعلها له صلاة ) أي رحمة كما في الرواية الأخرى ، والصلاة من الله تعالى : الرحمة .
قوله : ( جلده ) قال : وهي لغة nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وإنما هي جلدته . معناه أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وهي المشهورة لعامة العرب ( جلدته ) بالتاء ، ولغة nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ( جلده ) بتشديد الدال على إدغام المثلين وهو جائز .
قوله : ( سالم مولى النصريين ) بالنون والصاد المهملة سبق بيانه مرات .
قوله : ( حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق ابن أبي طلحة ) هكذا هو في جميع النسخ ، وهو صحيح ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=12423إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة نسبه إلى جده .
قوله : ( كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس ) فقوله : ( وهي أم أنس ) يعني nindex.php?page=showalam&ids=11088أم سليم هي أم أنس .
قوله : ( فقال لليتيمة أنت هيه ) هو بفتح الياء وإسكان الهاء وهي هاء السكت .
[ ص: 119 ] قولها : ( لا يكبر سني ، أو قالت : قرني ) بفتح القاف ، وهو نظيرها في العمر . قال القاضي : معناه لا يطول عمرها ; لأنه إذا طال عمره طال عمر قرنه ، وهذا الذي قال فيه نظر ; لأنه لا يلزم من طول عمر أحد القرنين طول عمر الآخر ، فقد يكون سنهما واحدا ، ويموت أحدهما قبل الآخر .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم لها : ( لا كبر سنك ) فلم يرد به حقيقة الدعاء ، بل هو جار على ما قدمناه في ألفاظ هذا الباب .
قوله : ( تلوث خمارها ) هو بالمثلثة في آخره أي تديره على رأسها .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=11989أبي حمزة القصاب عن ابن عباس ) nindex.php?page=showalam&ids=11989أبو حمزة هذا بالحاء والزاي اسمه عمران بن أبي عطاء الأسدي الواسطي القصاب بياع القصب . قالوا : وليس له عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث ، وله عن ابن عباس من قوله أنه يكره مشاركة المسلم اليهودي ، وكل ما في الصحيحين أبو جمرة عن ابن عباس فهو بالجيم والراء ، وهو nindex.php?page=showalam&ids=11969نصر بن عمران الضبعي ، إلا هذا القصاب فله في مسلم هذا الحديث وحده ، لا ذكر له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
[ ص: 120 ] قوله : ( عن ابن عباس قال : كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتواريت خلف باب ، فجاء فحطأني حطأة ، وقال : " اذهب ادع لي معاوية ) وفسر الراوي أي قفدني . أما ( حطأني ) فبحاء ثم طاء مهملتين وبعدها همزة ، و ( قفدني ) بقاف ثم فاء ثم دال مهملة . وقوله : ( حطأة ) بفتح الحاء وإسكان الطاء بعدها همزة ، وهو الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين ، وإنما فعل هذا nindex.php?page=showalam&ids=11بابن عباس ملاطفة وتأنيسا . وأما دعاؤه على معاوية أن لا يشبع حين تأخر ففيه الجوابان السابقان : أحدهما أنه جرى على اللسان بلا قصد ، والثاني أنه عقوبة له لتأخره . وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له . وفي هذا الحديث جواز nindex.php?page=treesubj&link=27232ترك الصبيان يلعبون بما ليس بحرام . وفيه nindex.php?page=treesubj&link=26926اعتماد الصبي فيما يرسل فيه من دعاء إنسان ونحوه من حمل هدية ، وطلب حاجة ، وأشباهه . وفيه جواز nindex.php?page=treesubj&link=26926إرسال صبي غيره ممن يدل عليه في مثل هذا ، ولا يقال : هذا تصرف في منفعة الصبي ; لأن هذا قدر يسير ورد الشرع بالمسامحة به للحاجة ، واطرد به العرف وعمل المسلمين . والله أعلم .