الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

      التالي السابق


      ش وأما قوله تعالى : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ؛ فقد نزلت في شأن عبد الله بن أبي ابن سلول رئيس المنافقين ، وكان في بعض الغزوات قد أقسم ليخرجن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه منالمدينة ، فنزل قوله تعالى : يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ؛ يقصد بالأعز قبحه الله نفسه وأصحابه ، ويقصد بالأذل رسول الله ومن معه من المؤمنين ، فرد الله عز وجل عليه بقوله : [ ص: 160 ] ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون .

      والعزة صفة أثبتها الله عز وجل لنفسه ؛ قال تعالى : وهو العزيز الحكيم .

      وقال : وكان الله قويا عزيزا .

      وأقسم بها سبحانه ؛ كما في حديث الشفاعة : وعزتي وكبريائي وعظمتي ؛ لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله .

      وأخبر عن إبليس أنه قال : فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين .

      وفي ( صحيح البخاري ) وغيره عن أبي هريرة : بينما أيوب عليه السلام يغتسل عريانا خر عليه جراد من ذهب ، فجعل يحثي في ثوبه ، فناداه ربه : يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى ؟ [ ص: 161 ] قال : بلى ؛ وعزتك ، ولكن لا غنى لي عن بركتك .

      وقد جاء في حديث الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان به وجع : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر .

      والعزة تأتي بمعنى الغلبة والقهر ؛ من عز يعز بضم العين في المضارع يقال : عزه ؛ إذا غلبه .

      وتأتي بمعنى القوة والصلابة ؛ من عز يعز بفتحها ، ومنه أرض عزاز ؛ للصلبة الشديدة .

      وتأتي بمعنى علو القدر والامتناع عن الأعداء ؛ من : عز يعز - بكسرها - .

      وهذه المعاني كلها ثابتة لله عز وجل .




      الخدمات العلمية