الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ( فصل ) :

                                                                                                                                وأما رمي الجمار فالكلام فيه في مواضع : في بيان .

                                                                                                                                وجوب الرمي ، وفي تفسير الرمي ، وفي بيان ، وقته ، وفي بيان مكانه ، وفي بيان عدد الجمار .

                                                                                                                                وقدرها ، وجنسها ، ومأخذها ، ومقدار ما يرمى كل يوم عند كل موضع ، وكيفية الرمي ، وما يسن في ذلك ، ويستحب ، وما يكره ، وفي بيان حكمه إذا تأخر عن ، وقته أو فات عن ، وقته .

                                                                                                                                ( أما ) الأول فدليل وجوبه الإجماع ، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله ، أما الإجماع فلأن الأمة أجمعت على وجوبه .

                                                                                                                                وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فما روي أن رجلا سأله ، وقال إني ذبحت ثم رميت ، فقال صلى الله عليه وسلم { ارم ، ولا حرج } ، وظاهر الأمر يقتضي وجوب العمل .

                                                                                                                                وأما فعله فلأنه صلى الله عليه وسلم رمى ، وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم فيما لم يكن بيانا لمجمل الكتاب ، ولم يكن من حوائج نفسه ، ولا من أمور الدنيا محمول على الوجوب لورود النصوص بوجوب الاقتداء به ، والاتباع له ، ولزوم طاعته ، وحرمة مخالفته فكانت أفعاله فيما قلنا محمولة على الوجوب لكن عملا لا اعتقادا على طريق التعيين لاحتمال الخصوص كما في بعض الواجبات نحو صلاة الليل ، وبعض المباحات ، وهو حل تسع نسوة أو زيادة عليها فاعتقاد الوجوب منها عينا يؤدي إلى اعتقاد غير الواجب ، واجبا في حقه ، وغير [ ص: 137 ] المباح مباحا في حقه ، وهذا لا يجوز ، فأما القول بالوجوب عملا مع الاعتقاد مبهما أن ما أراد الله تعالى به فهو حق مما لا ضرر فيه ; لأنه إن كان ، واجبا يخرج عن العهدة بفعله ، وإن لم يكن ، واجبا يثاب على فعله فكان ما قلناه احترازا عن الضرر بقدر الإمكان ، وإنه ، واجب عقلا ، وشرعا ، والله أعلم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية