الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم

                                                                                                                                                                                                                                      قال استئناف كأمثاله .

                                                                                                                                                                                                                                      فبما أغويتني الباء للقسم ، كما في قوله تعالى : [ ص: 219 ] فبعزتك لأغوينهم ; فإن إغواءه تعالى إياه أثر من آثار قدرته عز وجل ، وحكم من أحكام سلطانه تعالى ، فمآل الإقسام بهما واحد ، فلعل اللعين أقسم بهما جميعا ، فحكي تارة قسمه بأحدهما وأخرى بالآخر .

                                                                                                                                                                                                                                      والفاء لترتيب مضمون الجملة على الإنظار ، وما مصدرية ; أي : فأقسم بإغوائك إياي لأقعدن لهم ، أو للسببية على أن الباء متعلقة بفعل القسم المحذوف ، لا بقوله : " لأقعدن لهم " كما في الوجه الأول ، فإن اللام تصد عن ذلك ; أي : فبسبب إغوائك إياي لأجلهم ، أقسم بعزتك لأقعدن لآدم وذريته ترصدا بهم ، كما يقعد القطاع للقطع على السابلة .

                                                                                                                                                                                                                                      صراطك المستقيم الموصل إلى الجنة ، وهو دين الإسلام ، فالقعود مجاز متفرع على الكناية ، وانتصابه على الظرفية كما في قوله :

                                                                                                                                                                                                                                      كما عسل الطريق الثعلب

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : على نزع الجار ، تقديره : على صراطك ، كقولك : ضرب زيد الظهر والبطن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية