الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3578 - (بخ م ) : - عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن [ ص: 153 ] نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، القرشي، العدوي، المدني .

                                                                          ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                          روى عن : أبيه مطيع بن الأسود (بخ م) ، وله صحبة.

                                                                          روى عنه : ابنه إبراهيم ، وعامر الشعبي (بخ م) ، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله ، وابنه محمد بن عبد الله بن مطيع ، ومحمد بن أبي موسى .

                                                                          قال ابن أبي فديك، عن زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، عن أبيه، عن جده، قال مطيع بن الأسود : رأيت في المنام أني أهدي إلي جراب من تمر، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال : تلد امرأتك غلاما، فولدت عبد الله بن مطيع، فذهبت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه عبد الله، وحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : ومن ولد مطيع : عبد الله بن مطيع، وكان من رجال قريش جلدا وشجاعة، أخبرني عمي مصعب بن عبد الله، قال : كان على قريش يوم الحرة، وقيل : مع ابن الزبير بمكة، وهو الذي يقول :

                                                                          [ ص: 154 ]

                                                                          أنا الذي فررت يوم الحره والشيخ لا يفر غير مره     لأجزين كرة بفره



                                                                          قال : وحدثني عمي مصعب بن عبد الله، قال : انهزم عبد الله بن مطيع يوم الحرة، فمر منتقبا بامرأة بالمدينة، فصاحت به تفر وها ذاك عبد الله بن مطيع وقد أقام للناس الحرب؟! قال عبد الله : ولا تدري أني هو.

                                                                          قال : ودخل عبد الله بن مطيع بيت امرأة، فاختبأ في رف، فدخل عليها رجل من أهل الشام يراودها عن نفسها، فاستغاثت به، فنزل إليه فقتله، فقالت له : بأبي أنت وأمي من أنت؟ قال : لولا الرف لأخبرتك!

                                                                          قال : وأخبرني عمي مصعب بن عبد الله في حديث ذكره، قال : واستعمل عبد الله بن الزبير عبد الله بن مطيع على الكوفة، فأخرجه منها المختار بن أبي عبيد، وأعطاه مائة ألف درهم؛ ليتجهز بها.

                                                                          قال : وولد عبد الله بن مطيع : محمد، وعمران، وكان من وجوه قريش، وأمهما أم عبد الملك بنت عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، وإبراهيم بن عبد الله، وكان من رجالهم، وأمه أم ولد، وإسماعيل ويقال : شبرق، وزكريا، وأمهما أم ولد، وفاطمة بنت عبد الله، تزوجها الوليد بن عبد الملك، وأمها أم حكيم بنت عبد الله بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.

                                                                          قال : ولما أهديت فاطمة بنت عبد الله إلى الوليد بن عبد الملك بالشام، وكان الوليد مطلاقا، قالت له : يا أمير المؤمنين أكرياؤنا [ ص: 155 ] يريدون الشخوص، فنحبسهم أو يذهبون؟ قال : فقال : قاتل الله بنت المنافق ما أظرفها! ثم طلقها بعد ذلك.

                                                                          روى له البخاري في "الأدب" ومسلم حديثا واحدا، وقد وقع لنا بعلو عنه.

                                                                          أخبرنا به أبو الحسن ابن البخاري، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المظفر، قال : أخبرنا أبو بكر الباغندي، قال : حدثنا علي بن المديني، قال : حدثنا يحيى بن سعيد، قال : حدثنا زكريا، قال : حدثنا عامر، عن عبد الله بن مطيع، قال : سمعت مطيعا يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، يقول : "لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة" قال : ولم يدرك من عصاة قريش أحد الإسلام إلا مطيع، وكان اسمه : العاص، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم : مطيعا.

                                                                          رواه البخاري عن مسدد، عن يحيى، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          وأخرجه مسلم من غير وجه، عن زكريا.

                                                                          وروى أبو داود في "المراسيل" عن القعنبي، عن الحكم بن الصلت عن عبد الله بن مطيع (مد) قال : قال رسول الله صلى الله [ ص: 156 ] عليه وسلم : " أيما امرئ عرضت عليه كرامة فلا يدع أن يأخذ منها ما قل أو كثر " .

                                                                          هكذا وقع عنده في جميع الروايات عنه، والمعروف أن الحكم بن الصلت يروي عن محمد بن عبد الله بن مطيع، فالله أعلم.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية