الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3691 - (ع ) : - عبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى بن مسهر الغساني، أبو مسهر الدمشقي، وجده عبد الأعلى يكنى أبا ذرامة .

                                                                          [ ص: 370 ] روى عن : إبراهيم بن أبي شيبان ، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة (د ت س) ، وإسماعيل بن عياش (ت) ، وإسماعيل بن معاوية ، وأيوب بن تميم (ت) ، وبقية بن الوليد ، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري، (مد ق) ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك، وسعيد بن بشير ، وسعيد بن عبد العزيز (بخ م د ت) ، وسعيد بن عطية بن قيس ، وسفيان بن عيينة ، وسلمة بن العيار ، وسليمان بن عتبة ، وسهل بن هاشم ، وسويد بن عبد العزيز ، وأبي المعلى صخر بن جندل البيروتي ، وصدقة بن خالد (سي) ، وعباد بن عباد الخواص الأرسوفي (د) ، وعبد الله بن سالم الأشعري ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وعبد الرزاق بن عمرو الثقفي ، وعثمان بن حصن بن علاق ، وعلي بن سليمان الكيساني الكلبي ، وعمر بن عبد الواحد ، وعون بن حكيم ، وعيسى بن يونس ، وكلثوم بن زياد المحاربي ، ومالك بن أنس (س) ، ومحمد بن حرب الخولاني (خ) ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، ومحمد بن مهاجر ، ومدرك بن أبي سعيد الفزاري ، ومعاوية بن سلام ، وأبي عبد الصمد المنذر بن نافع ، وهشام بن يحيى بن يحيى الغساني ، والهقل بن زياد (قد سي) ، والهيثم بن حميد ، والوليد بن مزيد العذري ، ويحيى بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ويحيى بن حمزة الحضرمي، (م مد س) ، ويزيد بن السمط .

                                                                          روى عنه : البخاري في كتاب "الأدب" أو بلغه عنه .

                                                                          [ ص: 371 ] وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني الكسائي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملاس النميري ، وأحمد بن أبي الحواري ، وأحمد بن صالح المصري ، وأحمد بن الضحاك القردي ، وأحمد بن عبد الواحد بن عبود (د) ، وأحمد بن عمر بن الجليد ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الحضرمي ، وأحمد بن نصر النيسابوري المقرئ (ت) ، وأبو حدرد أحمد بن همام بن عبد الغفار بن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وأحمد بن يوسف السلمي ، وإسحاق بن منصور الكوسج (م) ، وإسماعيل بن أبان بن حوي السكسكي ، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه ، والحسن بن عبد العزيز الجروي المصري ، والحسن بن محمد بن بكار بن بلال ، والحسين بن نصر بن المعارك البغدادي ، وسليمان بن عبد الرحمن [ ص: 372 ] الدمشقي ، وعباس بن عبد الله الترقفي ، والعباس بن الوليد بن صبح الخلال (ق) ، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، وعبد الله بن محمد بن عمرو الغزي (د) ، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الرحمن بن القاسم الهاشمي ، وعبد السلام بن عتيق الدمشقي (د) ، وأبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي ، وعلي بن عثمان النفيلي الحراني ، وعمرو بن منصور النسائي (س) ، وفهد بن سليمان النحاس المصري ، والقاسم بن هاشم السمسار ، وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني (م) ، ومحمد بن أبي الحسين السمناني (ت) ، ومحمد بن خزيمة بن راشد البصري ، ومحمد بن خلف بن كيسان الداري ، ومحمد بن عائذ الدمشقي ، ومحمد بن عبد الله بن بكار البسري ، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأشعث (س) ، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ، ومحمد بن عبيد بن سعد الجمحي ، ومحمد بن عوف الطائي الحمصي ، وأبو هبيرة محمد بن الوليد الدمشقي (د) ، ومحمد بن يحيى الذهلي (ت) ، ومحمد بن يعقوب بن حبيب الغساني الدمشقي ، ومحمد بن يوسف البيكندي البخاري (خ) ، ومحمود بن خالد السليمي (د) ، ومروان بن محمد الطاهري، وهو من أقرانه ، ومعن بن الوليد بن هشام ، والمنذر بن العباس القرشي ، وهارون بن عمران بن أبي جميل ، وهارون بن محمد بن بكار بن بلال (س) ، وهارون بن موسى بن شريك الأخنس ، وهشام بن خالد الأزرق ، وهشام بن عمار ، والهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران العنسي ، والوليد بن عتبة ، ويحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ، ويحيى بن [ ص: 373 ] معين ، ويزيد بن أحمد السلمي ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد (س) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة السابعة من أهل الشام.

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قال لي أحمد بن حنبل : كان عندكم ثلاثة أصحاب حديث : مروان، والوليد، وأبو مسهر.

                                                                          وقال أبو داود : سمعت أحمد يقول : رحم الله أبا مسهر ما كان أثبته! وجعل يطريه.

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني : وذكر يوما - يعني : أحمد بن حنبل - أبا مسهر الشامي فقال : كيس، عالم بالشاميين، قلت : وبالنسب؟ قال : نعم، زعموا.

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين، وأبو حاتم ، وأحمد بن عبد الله العجلي : ثقة.

                                                                          [ ص: 374 ] وقال أحمد بن أبي الحواري ، عن يحيى بن معين : ما رأيت منذ خرجت من بلادي أحدا أشبه بالمشيخة الذين أدركتهم من أبي مسهر، والذي يحدث وفي البلد أولى منه فهو أحمق.

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : سمعت يحيى بن معين يقول : إن الذي يحدث بالبلد وبها من هو أولى منه بالحديث أحمق، إذا رأيتني أحدث ببلدة فيها مثل أبي مسهر، فينبغي للحيتي أن تحلق، وأمر يده على لحيته.

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن أبي مسهر : ولد لي والأوزاعي حي، وجالست سعيد بن عبد العزيز ثنتي عشرة سنة، وما كان أحد من أصحابه أحفظ لحديثه مني، غير أني نسيت.

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت أبا مسهر يقول : قال سعيد بن عبد العزيز : ما رأيت أحسن مسألة منك بعد سليمان بن موسى.

                                                                          وقال محمد بن عوف الحمصي : سمعت أبا مسهر يقول : قال لي سعيد بن عبد العزيز : ما شبهتك في الحفظ إلا بجدك أبي ذرامة، ما كان يسمع شيئا إلا حفظه.

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قال محمد بن عثمان التنوخي : ما بالشام مثل أبي مسهر، وذكر أبا مسهر، فقال : كان أحفظ الناس.

                                                                          [ ص: 375 ] فقلت له : قال يحيى بن معين : منذ خرجت من باب الأنبار، إلى أن رجعت، لم أر مثل أبي مسهر، قال : صدق، وجعل يثني عليه.

                                                                          وقال فياض بن زهير ، عن يحيى بن معين : من ثبت أبو مسهر من الشاميين فهو مثبت.

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي أيضا : رأيت أبا مسهر يحضر المسجد الجامع بأحسن هيأة في البياض، والساج والخف، ويعتم على شامية طويلة بعمامة سوداء عدنية.

                                                                          وقال عبد الملك بن الأصبغ، عن مروان بن محمد : أين أنا من أبي مسهر، كان سعيد بن عبد العزيز يسند أبا مسهر معه في صدر المجلس، وأنا بين يدي سعيد، في طيلساني عشرون رقعة!

                                                                          وقال أبو حاتم الرازي : ما رأيت ممن كتبنا عنه أفصح من أبي مسهر، وما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا، ولا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق، وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطف الناس يسلمون عليه، ويقبلون يده.

                                                                          وقال أحمد بن علي بن الحسن البصري : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث ، قيل له : إن أبا مسهر كان متكبرا في نفسه، فقال : كان من ثقات الناس، رحم الله أبا مسهر، لقد كان من الإسلام بمكان، حمل على المحنة فأبى، وحمل على السيف، فمد رأسه، وجرد السيف فأبى أن يجيب، فلما رأوا ذلك منه حمل إلى السجن فمات.

                                                                          [ ص: 376 ] وقال أبو حاتم بن حبان : كان إمام أهل الشام في الحفظ والإتقان، ممن عني بأنساب أهل بلده وأنبائهم، وإليه كان يرجع أهل الشام في الجرح والعدالة لشيوخهم.

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان راوية لسعيد بن عبد العزيز وغيره من الشاميين، وكان أشخص من دمشق إلى عبد الله بن هارون، يعني المأمون، وهو بالرقة، فسأله عن القرآن، فقال : هو كلام الله، وأبى أن يقول : مخلوق.

                                                                          فدعا له بالسيف والنطع ليضرب عنقه، فلما رأى ذلك، قال : مخلوق، فتركه من القتل، وقال : أما إنك لو قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك، ورددتك إلى بلادك وأهلك، ولكنك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فرقا من القتل، أشخصوه إلى بغداد، فاحبسوه بها حتى يموت، فأشخص من الرقة إلى بغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثماني عشرة ومائتين، فحبس قبل إسحاق بن إبراهيم، فلم يلبث في الحبس إلا يسيرا حتى مات فيه في غرة رجب سنة ثماني عشرة ومائتين، فأخرج ليدفن، فشهده قوم كثير من أهل بغداد.

                                                                          وقال في موضع آخر : مات يوم الأربعاء، مستهل رجب.

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن إبراهيم : ولد أبو مسهر في صفر سنة أربعين ومائة، وقال : رأيت الأوزاعي، ورأيت [ ص: 377 ] ابن جابر، وجلست معه.

                                                                          وقال البخاري : قال محمد بن يوسف، عن أبي مسهر : مات الأوزاعي سنة سبع وخمسين ومائة غداة الأحد لليلتين خلتا من صفر، وأنا ابن سبع عشرة، وكان ولد لي قبل ذلك بأربعين ليلة.

                                                                          وقال أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي : ولد أبو مسهر سنة أربعين ومائة، ومات في سنة ثماني عشرة ومائتين بالعراق.

                                                                          وقال الحسن بن أحمد بن محمد بن بكار بن بلال : ولد أبو مسهر سنة أربعين ومائة، وتوفي في سنة ثماني عشرة ومائتين ببغداد، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

                                                                          وقال أبو حسان الزيادي : سنة ثماني عشرة ومائتين، فيها مات أبو مسهر ببغداد، يوم الأربعاء ليومين مضيا من رجب، وهو ابن تسع وسبعين سنة، ودفن بباب التبن.

                                                                          روى له الجماعة.

                                                                          [ ص: 378 ] أخبرنا أحمد بن أبي الخير، وأبو الحسن ابن البخاري، قالا : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان.

                                                                          وأخبرنا ابن أبي الخير، قال : وأنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال.

                                                                          قالا : أخبرنا أبو علي الحداد، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال : حدثنا سليمان بن أحمد، قال : حدثنا أبو زرعة الدمشقي.

                                                                          (ح) : وأخبرنا ابن أبي الخير، وابن البخاري، قالا : أنبأنا محمد بن أبي زيد الكراني، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه، قال : حدثنا سليمان بن أحمد، قال : حدثنا أبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، قالا : حدثنا أبو مسهر، قال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله تعالى : يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته عليكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لم يبلغ ضركم أن تضروني، ولم يبلغ نفعكم أن تنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، كانوا على أتقى قلب رجل منكم لم يزد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم اجتمعوا، وكانوا على أفجر قلب رجل منكم، لم ينقص [ ص: 379 ] ذلك من ملكي مثقال ذرة، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وجنكم وإنسكم اجتمعوا في صعيد واحد فسألوني جميعا، فأعطيت كل إنسان منهم مسألته لم ينقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا غمس في البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم ترد إليكم، فمن وجد خيرا فليحمدني، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه" واللفظ لأبي نعيم.

                                                                          رواه البخاري في "الأدب" فقال : حدثنا عبد الأعلى بن مسهر، أو بلغني عنه، فوقع لنا موافقة عالية بدرجتين، أو بدلا عاليا بثلاث درجات.

                                                                          ورواه مسلم، عن محمد بن إسحاق الصاغاني، عن أبي مسهر، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية